٢ ورد النّصّ في سفر التكوين ١٧/٨، كالآتي: "وأعطي لك ولنسلك من بعدك أرض غربتك كلّ أرض كنعان ملكاً أبدياً". وتكرر في نفس السفر ١٣/١٤-١٧، ١٥/١٨-٢١. إلاّ أن هذا الوعد من الله كان مشروطاً بالإيمان والطاعة لله عزوجل. والتمسك بشرائعه وفرائضه. فستحقه من آمن بالله وطبق شريعته، ويحرم منه من أشرك مع الله آلهة أخرى أو كذب بأنبيائه ونقض العهد والميثاق. فحينئذٍ تحل عليه اللعنة والغضب من الله كما ورد ذلك في سفر اللاويين ٢٦/١-٤٦، في سياق طويل جداً. كما أن هذا الوعد مع إبراهيم عليه السلام كان بعد ميلاد إسماعيل وقبل ميلاد يعقوب - عليهما السلام -. فالسياق يدل إذن على أن المراد بالوعد هو إسماعيل عليه السلام وذريته من بعده. ٣ فقد أخرجهم الآشوريون إلى بابل سنة ٧٢ ق. م. (ر: سفر الملوك الثاني ١٧/٦) . وأخرجهم كذلك نبوخذ نصر البابلي سنة ٥٨٧ ق. م. (ر: المرجع السّابق ٢٥/٧، وسفر أخبار الأيام الثاني ٣٦/٥-٢١) . وقد كان ذلك عقاباً لهم من الله عزوجل لكفرهم بالله وعبادتهم الأصنام وقتلهم الأنبياء ونقضهم الميثاق وفسادهم في الأرض. فكتب الله عليهم الذلة والمسكنة وباؤوا بغضب من الله, فتشردوا في أنحاء العالم. وفي ذلك ردّ على ما يروجه اليهود ويخدعون به الناس، بأن الله تعالى قد أعطى أجدادهم وعداً أن يمنحهم أرض كنعان (فلسطين) كما يقول بيجن: إن هذه الأرض أعطيت لنا وعداً. ولنا عليها حقّ. (للتوسع ر: فلسطين أرض الرسالات الإلهية - رجاء جاروري ص ٢٤١-٢٥٧، اليهودية د. أحمد شلبي ص ٩٠-٩٢) . ٤ سفر الخروج الإصحاحات (٢٥، ٢٦، ٢٧، ٢٩، ٣٠) .