للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

١٥- فضيحة أخرى: زعم اليهود أنّ الله تعالى حين أكمل خلقة العالم قال: / (١/٥٢/أ) "تعالوا حتى نخلق بشراً شبهنا ومثالنا فخلق آدم"١. فلذلك اعتق كثير من اليهود التجسيم، فقال: إن الله في صورة آدمي وأنه شيخ أبيض الرأس واللحية وأنه جالس على كرسي والملائكة قيام بين يديه والكتب تقرأ بحضرته٢ - والويل لليهود - من أين الله [شبه ومثال؟!] ٣. {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . [سورة الشورى، الآية: ١١] .


١ تكوين ١/٢٦.
٢ ورد ذلك التجسيم في سفر دانيال ٧/١٠٧ كالآتي: "كنت أرى أنه وضعت عروش وجلس القديم الأيام. لباسه أبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقي. وعرشه لهيب نار وبكراته نار متقدة. نهر نار جرى وخرج من قدامه. ألوف ألوف تخدمه وربوات ربوات وقوف قدامه. فجلس الدين وفتحت الأسفار".
كما ورد في التلمود أن الله - تعالى عما يقولون علوّاً كبيراً - يطالع الشريعة (التوارة) في الساعات الثلاث الأولى من النهار، وبأنه لا شغل لله في الليل غير تعلمه التلمود مع الملائكة ومع ملك الشياطين". (ر: الكنْزالمرصودفي قواعدالتلمود ص٥٥) .
فهذا التصور المنحرف لليهود للذات الإلهية العلية ناشئ من تأثرهم بالوثنية التي كانوا تحت سلطتها في السبي البابلي. وللمادية التي طغت على نفوسهم وتحكّمت في تصوراتهم.
٣ في ص، م (شبها ومثالا) والصواب ما أثبتّه.

<<  <  ج: ص:  >  >>