للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٢- فضيحة أخرى: زعم اليهود أنّ نبيّ الله يعقوب احتال على أبيه وقد كذب عليه قولاً وفعلاً وأوهمه أنه العيص١ ولده إذ كان إسحاق يحب العيص أكثر من يعقوب. وأنه لبس حلة أخيه العيص وجعل على ذراعيه وعنقه جلد ماعز حتى ذهب بدعوة [إسحاق] ٢ التي ادّخرها٣ للعيص فتمّت حيلته على أبيه ونجحت مكيدته وأن / (٢/٥٤/أ) إسحاق لما عرف حقيقة الحال تعجب من ذلك. وقال: "ليت شعري من هذا الذي ذهب بدعوتي"٤.

والأنبياء وأولادهم منَزّهون عن الكذب٥ والتدليس وسائر الكبائر وعن كلّ ما يجر إليهم جرحاً أو يقتضي قدحاً. والعجب أن اليهود يظنّون أن هذه حيلة على إسحاق وهي في الحقيقة على الله عزوجل.


١ ورد في التوراة أن اسمه: (عيسو) ومعناه: (شَعَر) . وهو توأم يعقوب وبكر أبناء إسحاق. لأنه خرج أوّلاً، وتزعم التوراة المحرفة أن يعقوب قد اشترى البكورية من عيسو بحصن عدس. وبأنه سكن جبل سعير وذريته من بعده. (سفر التكوين الإصحاحات (٢٥-٣٥) ، قاموس ص ٦٤٩) .
٢ إضافة يقتضيها السياق. ولعلّها سقطت من الناسخ. والله أعلم.
٣ في م: ادخروا.
٤ تكوين ٢٧/١-٣٣، في سياق طويل وقد ذكره المؤلِّف مختصراً.
٥ اتّفقت الأمة الإسلامية على أن الأنبياء معصومون في التبليغ عن الله عزوجل، وعن ارتكاب الكبائر من الذنوب. أما غير الأنبياء فإنهم ليسوا معصومين ولو كانوا أبناء الأنبياء أو أولياء الله. فهذا ابن نوح عليه السلام يعصي ربه وأباه. قال تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِي قَالَ سَآوي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ... } . [سورة هود، الآية:٤٢-٤٧] . وهؤلاء أبناء يعقوب عليه السلام وأخوة يوسف عليه السلام قد حالوا قتل يوسف حسداً من أنفسهم ثم كذبوا على أبيهم يعقوب عليه السلام واحتالوا عليه وقصتهم مبسوطة في سورة يوسف.

<<  <  ج: ص:  >  >>