للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

من الجهل بعواقب الأمور، والباري تعالى عالم بالخفيات محيط بجزئيات ما فات وما هو آت.

٢٥- فضيحة أخرى: / (٢/٥٥/أ) زعم اليهود أن الذي وسوس لآدم وحواء حتى أكلا من الشجرة ليس هو إبليس وإنما هي الحية١. قالوا: وكانت أحكم الدواب.

فأما إبليس فلا يعتقدون بوجوده وليس له في توراتهم ذكر ألبتة٢. والله تعالى يقول: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَان} . [سورة الأعراف، الآية: ٢٠] .


١ ورد ذلك في سفر التكوين ٣/١-٧.
٢ لم يرد في التوراة المحرفة ذكر إبليس اللعين. ولكن ورد الشيطان في بعض أسفار العهد القديم كسفر أخبار الأيام الأوّل ٢١/١، وسفر أيوب ١/٦، ومزمور ١٠٩/٦.
أما قول المؤلِّف بأن اليهود لا يعتقدون وجود إبليس، فإنه يحمل على اعتقاد فرقة الصدوقيين من اليهود التي تنكر وجود الملائكة والشياطين. وتنكر التلمود أيضاً. أما جمهور اليهود من الرّبّانيين ونحوهم، فإنهم يثبتون وجود الشيطان. حيث إنه مذكور في نصوص كثيرة من كتاب التلمود الذي يقدسونه. ومن تلك النصوص:
- أن الله خلق الشياطين في غسق يوم الجمعة. ولم يخلق لهم أجساداً أو ملابس لأن يوم السبت كان قريباً. فما كان لديه الوقت لعمل كلّ ذلك؟!!. وفي رواية أخرى أن الله لم يخلق لهم أجساداً عقاباً لهم لأنهم كانوا يريدون أن يخلق الإنسان بدون جسد!!!.
وبأن الشياطين على أنواع: فبعضهم مخلوق من مركب مائي وناري. وبعضهم من الهواء. وبعضهم من الطين. أما أرواحهم فمخلوقة من مادة موجودة تحت القمر. وبعض الشياطين من نسل آدم ... (ر: الكنْز المرصود في قواعد التلمود ص ٦٠-٦٣. د. روهلنج. همجية التعاليم الصهيونية ص ٣٦-٤٣، بولس حنا مسعد. اليهودية ص ١٤٤ د. محمّد بحر عبد المجيد) .

<<  <  ج: ص:  >  >>