للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والنصارى وهم أفخاذ منهم يخالفونهم في ذلك ويثبتونه ويعتقدون وجوده، وذكره في الأناجيل كثير١.

٢٦- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن نوحاً عليه السلام نام في خيمته فكشف الريح عورته فضحك منه ابنه حام فدعا عليه وعلى عقبه٢. وذلك من ترهات العوام وخرافات العجائز، فجعله اليهود قرآنا يتلى في المحاريب.


١ ورد ذكر الشيطان في الأناجيل وبقية الأسفار العهد الجديد مرات كثيرة منها: متى ٤/١٠، ٩/٣٣، ١١/١٨، مرقس ١/١٣، ٣/٢٦، لوقا ٤/٣٣، ٨/٢٩، يوحنا ٦/٧٠، ٧/٢٠، أعمال الرسل ٥/٣، رسالة إلى رومية ١٦/٢٠، وغير ذلك. ويعتقد النصارى أن الشيطان كائن حقيقي. وهو أعلى شأناً من الإنسان ورئيس رتبة من الأرواح النجسة. وبأن نهايته أن يعذب أبد الآبدين. (ر: قاموس ص ٥٣٣-٥٣٥) .
٢ ورد النّصّ في سفر التكوين ٩/٢٠-٢٧، كالآتي: "وابتدأ نوح يكون فلاحا وغرس كرما وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه فأبصر حام أبو كنعان عورة أبيه وأخبر أخويه خارجا. فأخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على أكتافها ومشيا إلى الوراء وسترا عورة أبيهما. ووجهاهما إلى الوراء فلم يبصرا عورة أبيهما. فلما استيقظ نوح من خمر علم ما فعل له ابنه الصغير. فقال: ملعون كنعان عبد العبيد يكون لإخوته. وقال مبارك الرّبّ إله سام وليكن كنعان عبدا لهم. ليفتح الله ليافث فيسكن في مساكن سام وليكن كنعان عبدا لهم".
إن هذه القصة من افتراءات بني إسرائيل على أنبياء الله تعالى واتهامهم بارتكاب الكبائر. وتفضح عنصرية اليهود البغيضة حيث قصدوا بهذه القصة اللعنة إلى الكنعانيين سكان فلسطين قبل اليهود. ونسبوا أنفسهم إلى سام وادعوا اختصاصهم بذلك ليتسنى لهم ادعاء حقّ السيطرة على الكنعانيين وأرضهم فلسطين.
- ولنا على هذه القصة المكذوبة عدة ملاحظات تفضح افتراءها، منها:
- كيف يلام حام وهو لم يفعل شيئاً يستحق اللوم عليه إضافة إلى أنه كان طفلاً صغيراً ... ؟.
- وكيف يلعن نوح كنعان بن حام - الذي سيولد بعد ٢٠ سنة؟ -. فما ذنب كنعان؟.. كيف يتحمل ذنب أبيه - إن كان لأبيه ذنب؟.

<<  <  ج: ص:  >  >>