للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومريم لا خلاف بين أهل الكتاب في نبوتها١. فصدور الكبائر منهم تخرم الثقة بهم والطمأنينة إليهم. فلعن الله اليهود ما أكثر ما يتناولون أنبياء الله قتلاً وقذفاً.

٣٤- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن أسلافهم الذين شاهدوا الآيات مع موسى عندما خرجوا من البحر. قال لهم موسى: ادخلوا الأرض المقدسة التي وعدكم الله بها على لسان أبيكم إبراهيم. وأنهم أبوا عليه وخالفوا أمره٢. قال الله عزوجل حكاية عنهم: {قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخَلَهَا أَبَداً مَّا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُون} . [سورة المائدة، الآية: ٢٤] . وقال بعضهم لبعض: هلم فلنول علينا ولاة ويؤمر كلّ سبط رجلاً عليه وندع موسى ونرجع إلى مصر فقد كان الموت بين يدي فرعون [خيراً] ٣ لنا من الدخول إلى الأرض التي وعدنا بها٤.

وهذا / (٢/٥٨/أ) مع ما شاهدوا من الآيات وعاينوا من العبر والمعجزات. فإن صدقوا في نقلهم فبئس السلف سلفهم. وإن كذبوا عليهم فبئس الخلف خلفهم.


١ يقول الحاخام سيجال في كتابه حول تاريخ الأنبياء عند بني إسرائيل ص ٧٩: "نجد أن مريم - أخت موسى - تتزعم جوقة النساء في أنشودة بمصاحبة الدفوف والرقص قد سميت نبية. (خروج ١٥/٢٠، ٢١) لأنها في عملها هذا كانت تقوم بما يقوم به الأنبياء. فهي إذن قد تنبأت. ومن هناك يتأكد لنا أن التغني بالأناشيد بمصاحة آلات الموسيقي والرقص كان من عمل الأنبياء". اهـ.
نقول: لعن الله اليهود الذين يقذفون أنبياءهم بالفحشاء والمنكر. ليكون ذلك ذريعة لهم في ارتكاب الفحشاء والمنكر. وهذا من خبث نفوسهم ورداءة طبائعهم. فلا غرو أن كانوا من المغضوب عليهم في الدنيا والآخرة. وقد تقدم ذكر الراجح عند المسلمين بعدم صحّة نبوة النساء.
٢ سفر العدد إصحاح (١٣، ١٤) .
٣ في ص، م (خير) والصواب ما أثبتّه.
٤ سفر العدد، إصحاح (١٣، ١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>