للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٥- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن الله تعالى حين أراد قتل أبكار فرعون وجنوده قال لموسى: مُرْ بني إسرائيل أن يذبحوا حملاً وينضحون من دمه على أبواب دورهم حتى إذا جزت الليلة في أرض مصر ورأيت الدم عرفت أبوابكم من أبواب المصريين كيلا أهلككم معهم١. كأنهم يعتقدون أن الباري تعالى لا يرى إلاّ بإمارة ولا يعلم إلاّ بإشارة. {أَلاَ يَعْلَمُ مَن خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِير} . [سورة الملك، الآية: ١٤] .

٣٦- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن موسى عليه السلام لما جاء لميقات ربّه واستخلف هارون على قومه وأمره بإصلاح أحوالهم ونهاه عن اتباع سبيل من أفسد منهم خالف موسى في ذلك واتّخذ لهم عجلاً وأمرهم بعبادته٢.

وذلك مردود عليهم بما حكاه دانيال نبي الله في نبوته٣؛ إذ قال: إن الذي صنع العجل لبني إسرائيل حتى عبدوه هو ميخا / (٢/٥٨/ب) السامري وكان آباؤه يعبدون البقر فاستتابه موسى ونفاه إلى الشام٤. فالسامرة بالشام أكثر منهم بغيرها. وذلك موافق للكتاب العزيز حيث يقول: { ... وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} . [سورة طَه، الآية: ٨٥] .


١ خروج ١٢/١٢، ١٣.
٢ خروج ٣٢/١-٦.
٣ لم أجد في سفر دانيال النّصّ الذي ذكره المؤلِّف.
٤ أخرج ابن جرير في تفسيره ١/٢٨٢ عن ابن إسحاق عن حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: وكان السامري رجلاً من أهل باجرما. وكان من قوم يعبدون البقر. وكان حبيبة عبادة البقر في نفسه. وكان قد أظهر الإسلام في بني إسرائيل ... وكان اسم السامري موسى بن ظفر. وقع في أرض مصر فدخل في بني سرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>