للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المؤلِّف: وهذا خلاف قول النصارى وذلك أن عندهم إنما كان خاصية الاتّحاد وثمرته أن يقع الفيض الإلهي على الشكل الإنساني فتكسبه شرفاً. فأما أن يقع الأمر بالعكس فيكتسب الإله خسة ونقيصة، فهذا ما لا يقول به إلاّ جهلة القبط من النصارى. فأما أذكياؤهم فيأنفون من القول به.

٥٣- فضيحة أخرى: على الطائفتين جميعاً رووا عن توراتهم: "أن الله تعالى قال لإبراهيم الخليل عليه السلام: إن ذريتك يستعبدون بأرض مصر أربعمائة سنة"١.

قال مؤرخهم: إن هذا القول لم يتم بل أخلف٢. لأن بني إسرائيل لم يمكثوا بمصر أكثر من مائتين وثلاثين سنة. وقال المنبجي أسقف منبج٣: مائتي سنة وخمس عشرة سنة لا غيره. - كما تقدم في حاشية [وعد] ٤ خليله / (٢/٦٥/أ) إبراهيم - على أنا لو أضفنا لهم٥ إلى إقامتهم بمصر سني التيه وهي الأربعون لم


١ ورد النّصّ في سفر التكوين ١٥/١٣، وورد أيضاً في سفر الخروج ١٢/٤٠، بصيغة مختلفة كالآتي: "وأما إقامة بني إسرائيل التي أقاموها في مصر فكانت أربعمائة وثلاثين سنة". فزيد في عبارة سفر الخروج لفظ: (ثلاثين) .
٢ في م: خلف.
٣ منبج: اسم عجمي تكلمت به العرب. وهي مدينة في سورية. مركز قضاء منبج. (محافظة حلب) . (ر: معجم ما استعجم ص ١٢٦٤، للبكري، المنجد في الإعلام ص ٦٨٦) .
٤ في ص، م (وعلى) ولعلّ الصواب ما أثبتّه.
٥ اعترف مفسرو العهد القديم بوقوع الغلط في مدة إقامة بني إسرائيل في مصر. قالوا: "ومدة غربتهم في مصر على ما في التوراة العبرانية ٤٣٠ سنة. وجاء في السبعينية (أي: النسخة اليونانية المعتمدة عد الصنارى الكاثوليك) والساميرة أنها كانت نصف ذلك أي: ٢١٥ سنة. ولكن لا سبب يحملنا على إثيار ما في هاتين على ما في الأصل العبراني. (أي: على اختيار ٢١٥ على ٤٣٠) . فلنا أن نعتقد صحّة العدة في العراني". اهـ. (ر: السنن القويم ١/٣٦٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>