للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يكمل لهم العدد، والله تعالى محاشى عن وقوع الخلف في خبره. بل قوله الحقّ ووعده الصدق سبحانه وتعالى عما يشركون.

٥٤- فضيحة أخرى: النصارى إذا تقربوا في الكنيس الذي لهم فأكلوا الخبز وشربوا الخمر، قالوا: قد أكلنا جسد الرّبّ وشربنا دمه، ورووا عن المسيح


نقول: إن ترجيحهم هذا تحكم من غير دليل ومكابرة. والصواب أن المدة مائتان وخمس عشرة سنة. وبيانه كالآتي:
إن الزمن من دخول إبراهيم عليه السلام أرض كنعان إلى ولادة إسحاق عليه السلام (٢٥) سنة، ومن ولادة إسحاق إلى ولادة يعقوب عليهما السلام (٦٠) سنة. ولما دخل يعقوب أرض مصر كان عمره (١٣٠) سنة. فيكون مجموع السنوات من دخول إبراهيم أرض كنعان إلى دخول حفيده يعقوب عليهم السلام (٢١٥) سنة. وكانت مدة إقامة بني إرسرائيل في مصر (٢١٥) سنة. فمجموع الكلّ (٤٣٠) سنة.
ولذلك صحّح المحقِّقون مهم عبارة النسخة السامرية واعتبروها صحيحة تزيل كل إشكال وقع في غيرها. لأنها تذكر سكنى بني إسرائيل وآبائهم في أرض كنعان وأرض مصر. ونصّها في سفر الخروج ١٢/٤٠، كالآتي: "وسكنى بني إسرائيل وآبائهم ما سكنوا في أرض كنعان وفي أرض مصر ثلاثين سنة وأربعمائة سنة".
وقد ذهب إلى تأييد ذلك عدد من محققيهم منهم: الكاهن أبو الفتح السامري في كتابه: (التاريخ مما تقدم عن الآباء ص ٦، ٧) ، ومؤلف كتاب: (مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين، وآدم كلاك في تفسيره، وجامعو تفسير هنري وإسكات وغيرهم) . (ر: الفصل ١/٢١٤-٢١٦، لابن حزم، إظهار الحقّ، لرحمة الله، نقد التوراة ص ١٢٨، ١٢٩، د. السقا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>