للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فولس بعد المسيح بمدة متطاولة فقال لهم: "إن الختان ليس بشيء وإن الغرلة ليس بشيء"١. وما أعلم على النصارى أشأم من هذا الرجل - أعنى فولس - فإنه حلهم من الدين بلطيف خدعه. فحلهم من سنة الختان إذ رأى عقولهم قابلة لكل ما يلقى إليها٢.

٥٦- فضيحة أخرى: للنصارى كنيسة ببعض البلاد يحجون٣ إليها ويعظمونها / (٢/٦٦/أ) ويزعمون أن يد الله تخرج إليهم من وراء ستر منها فتصافحهم وذلك في يوم من السنة، فبلغ ذلك بعض رؤساء دولتهم وقيل له: ألا٤ تعجب من يد الله تعالى كيف تظهر للناس ويرونها؟! فمضى ذلك الرئيس إلى الكنيسة في ذلك اليوم. فلما ظهرت اليد قَرَّبه الأقساء إليها ليقبلها فلما رآها وضع يده فيها والتزمها فصاحوا به. وقالوا: الساعة يخسف بنا الأرض أو تسقط


١ رسالته إلى غلاطية ٦ الشافعي: الأمّ ١٥.
٢ تقدم التعليق على إبطال النصارى لشعيرة الختان (ر: ص ٢٢٨) ، ونضيف هنا بأن كثيراً من النصارى قد مالوا إلى الختان لتقليدهم المسلمين وتأثرهم بهم عن طريق التجارة والدراسة والحروب. وأيضاً لما لمسوه من الفوائد الصحية والنظافة الشخصية للختان. (ر: المجتمع القبطي ص ٢٢٣، ٢٢٤، إيريس حبيب، الصليب في الإسلام ص ٦ حبيب زيات) .
٣ الحج في تعريف النصارى هو: زيادة الأماكن المقدسة. ويُعرف من أدّى عبادة الحج عند النصارى باسم (المقدسي) نسبة أي: بيت المقدس. وتاريخ حجّ النصارى يبدأ على الأكثر منذ القرون الوسطى. فمنذ عهد قسطنطين سنة ٣٠٦م أخذ النصارى يزورون الأماكن التي تقدست بولادة المسيح وموته وقيامته والأماكن التي لها تعلق بعجائب المسيح. ولكن لم يقتصر النصارى على زيارة ما ذكر من الأماكن فقد توسعوا في ذلك كثيراً فأصبحوا يحجون إلى الصوامع والأديرة التي كان يقيم فيها رهبانهم وقديسيهم وإلى روما حيث كنيسة بطرس بالفاتيكان وكنائس أخرى كثيرة في ألمانيا ومصر وسويسرا وأسبانيا وبريطانيا وتركيا وغيرها كثير جدّاً. (ر: دائرة المعارف ٦/٦٩٣-٦٩٨، للمعلم بطرس البستاني - باختصار) وهذا يؤكّد لنا أن معظم عبادتاهم محرفة ومبتدعة. فالحجّ على الصفة السابقة إنما هو زيارة الأماكن المقدسة الأثرية أو السياحة الأثرية ولا أكثر من ذلك. وما يزعمون أنه الحجّ إنما هو من اتباعهم الهوى والشيطان.
٤ في م: لا.

<<  <  ج: ص:  >  >>