للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا السماء وترسل الصواعق فنهلك. فقال: دعوا عنكم هذا فإني والله لا أدع هذه اليد من يدي حتى أرى وجه صاحبها. فلما شاهدوا منه التصميم قالوا له: أرجعت عن دين النصرانية وهو دين آبائك وأسلافك؟ قال: لا ولكني أردت الوقوف على سر ذلك. قالوا: فإنها يد أسقف من أصحابنا وراء هذا الستر. فلما رآه وشاهده أرسل يده وخرج من تلك الكنيس١ فلم يعد بعد. واشتهرت القصة. قال المؤلِّف: سمعت ذلك من كثير من أصحابنا المغاربة ثم شاهدت القصة مسطورة في تصنيف لبعض المغاربة٢.

٥٧- فضيحة أخرى: للنصارى صليب من حديد / (٢/٦٧/أ) معلق في قبة كنيسة لهم بالمغرب. قد وقف في الهواء بغير علاقة ولا دعامة والناس يحجون إليها ليشاهدوا الصليب ويتعجبون من تلك الآية. فأكثر التعجب من ذلك بعض ملوكهم. فقال لكاتب كان عنده من اليهود: ألا تعجب يا فلان من هذه الآية العظيمة التي في هذا الصليب؟ فذكر له اليهودي أن في جهات الصليب المذكورة حجارة المغناطيس العظام مخبأة في الجدار وفي ما يوازيه من سقف القبة وأرض الكنيسة فهي التي أوجبت قيامه ومنعته من السقوط. فحضر الملك إلى الكنيس المذكور في وقت خلوة وتقدم بالكشف عن الحجارة من بعض الجدران من الصليب. فاضطرب الصليب حتى خافوا أن يسقط فعرف حقيقة الحال وانصرف٣.

٥٨- فضيحة أخرى: للنصارى في بلد من بلاد المغرب٤ أيضاً كنيسة


١ في م: الكنسي.
٢ هو كتاب: "مقامع هامات الصلبان في الرّدّ على عبدة الأوثان ومراتع روضات الإيمان". لأبي عبيدة الخزرجي الأندلسي ت ٥٨٢هـ. وقد حققه. د. محمّد شامه ونشره بعنوان (بين الإسلام والمسيحية) ر: ص: ٢٦٨، ٢٦٩. من الكتاب المذكور.
٣ نقل المؤلِّف هذه الفضيحة من المرجع السابق. (ر: مقامع هامات ص:٢٦٩، ٢٧٠) .
٤ ذكر أبو عبيدة الخزرجي أن الكنيسة بالأندلس.

<<  <  ج: ص:  >  >>