للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

النور، يحجون إليه في يوم من السنة. وإذا اجتمعوا عنده نزلت نار من تجويف القبة فتعلقت بذبالة القنديل فيتقد بسرعة فتكثر الأصوات وتعج بالدعاء والابتهال، فلا يشك الغر ولا يرتاب الغمر١ أن تلك آية نزلت من السماء دالة على صحة دينهم. ووجه الحيلة في ذلك أن رجلاً يختبئ في أفرير القبة من داخل وهي غلسة جداً. فإذا كان ذلك الوقت الذي يُكمل فيه اجتماعهم وقُرأ الإنجيل والكتب؛ أرسل الرجل قبسا من نار النفط فجرت على خيط مدهون بدهن البلسان فتبتدر٢ الذبالة فيتقد. فيجأرون حينئذٍ بالأدعية.

قال علماؤنا: وقد تفطّن لذلك بعض ولاة بيت المقدس فصار إليهم / (٢/٦٨/ب) في ذلك العيد وأراد أن يفضحهم بكشف القصة فبذلوا له مالاً فقنع به منهم وانصرف. ومعلوم أن ذلك لو كان نوراً لم يتقد منه المصابيح. إذ صفة النار الإحراف وصفة النور الإشراق فقط. ولو كان ذلك نازلاً من السماء كما يدعي النصارى لروئي خارج القبة. والدليل على كذبهم أن تلك البقعة أقامت في أيدي اليهود مدة طويلة ثم جاء الله بالإسلام ولم يُرَ شيء من هذا الجنس٣.

٦١- فضيحة أخرى: النصارى يصلون إلى مشرق الشمس ويتّخذونها قبلتهم٤. وقد كان المسيح عليه السلام طول مقامه يصلي إلى قبلة بيت


١ في م: زاد (أن) .
٢ في م: فتبدر.
٣ ذكر أبو بكر الطرطوشي (٤٧٤هـ) هذه الحيلة للنصارى، ونقلها عنه ابن القيم في إغاثة اللهفان ص ٦١٩، ونقلها المؤلِّف عن كتاب مقامع هامات ص ٧٥، ٧٦، ٢٧٢.
٤ إنّ الأقباط الأرثوذكس والأقباط الكاثوليك يتجهون في صلاتهم إلى المشرق لعد أسباب (في زعمهم) منها: أن الشرق هو الجهة التي قال السيد المسيح إنه يظهر منها عند مجيئه الثاني. ولأن المسيح نور العالم، والشرق مطلع الأنوار. ولقد كان لاتّجاههم إلى الشرق تأثير في نظام الكنائس حيث جعلت جميع الهياكل تقام في الجهة الشرقية من الكنيسة.
أما الأقباط الإنجيليون (البروتستانت) فيتجهون في صلاتهم إلى أية جهة. (ر: المجتمع القبطي في مصر في القرن التاسع عشر ص ٦٢٢، رياض سوريال) .

<<  <  ج: ص:  >  >>