للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المقدس قبلة موسى بن عمران والأنبياء. "وقال: إني لم آت لأنقض١ التوراة بل لأكملها. وأن السماء والأر ليزولان وكلمة واحدة من الناسوت لا تزول حتى يتم بأسره"٢. غير أن النصارى خالفوا المسيح والأنبياء واعتذروا في توجههم إلى المشرق بأنه الجهة التي صلب إليها ربّهم وقتل فيها إلههم فيقال لهم:

يا حمقى لو كنتم أولي ألباب لَمَقَتُّم جهة الشرق وأبغضتموها / (٢/٦٩/أ) وتَطَيَّرتم بها ورفضتموها في أمور العادة فضلاً عن العبادة. وذلك لأنها الجهة التي لم يصل إليها المسيح ولا شهدت [لها الأناجيل ولا٣ صَلَّى] إليها نبي من الأنبياء البتة. ثم إنها الجهة التي٤ تشتت بها شملكم وبددت٥ كلمتكم وفرقت جموعكم. فتعظيمكم لهذه الجهة هي أشأم الجهات عليكم، أمر يقتضي السخرية بكم والإزراء عليكم. وكان الأولى بكم أن لا تتحولوا عن جهة بيت المقدس لقول الإنجيل:

"إن امرأة سامرية من اليهود قالت للمسيح: يا سيد، آباؤنا سجدوا في هذا الجبل للأب فكيف تقولون أنتم إنه أورشليم؟. فقال لها: أيتها المرأة أنتم تسجدون لما لا تعلمون، ونحن نسجد لما نعلم، فهذا المسيح٦ يشهد أنه ليس لله قبلة يصلي إليها إلاّ بيت المقدس الذي هو أورشليم". فأنتم أعرف وأعلم من المسيح بما يجب لله تعال؟ - إنا لله وإنا إليه راجعون على عقولكم -. لقد رميتم فيها بداهية.


١ في ص (لأجل الأنبياء) وفي م: (لأجد) . والصواب ما أثبتّه.
٢ متى ٥/١٧، ١٨.
٣ في ص (ولا الأناجيل صلى إليها) وفي م (الأناجيل بأن صلى) والتصويب من المحقِّق. ولعلّ الناسخ أخطأ في التقديم والتأخير. والله أعلم.
٤ في م: (إنها الجهة التي) ساقطة.
٥ في م: وبدت.
٦ يوحنا ٤/١٩-٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>