أما الكنيسة القبطية فإنها تحتفل بعيد ظهور الصليب باحتفالين: الأوّل: ذكرى اكتشاف الصليب على يد الإمبراطورة هيلانة في يوم ١٦ من شهر توت. (من الشهور القبطية) سنة ٣٢٦م. الثاني: ذكرى استرجاع الصليب من الفرس الغزاة على يد الإمبراطور هرقل في يوم ١٠ من شهر برمهات سنة ٦٢٧م. (ر: السنسكنار ٢/٢٩، ٣٠، الأنبا بطرس الجميل وغيره. ما هي النصرانية؟ ص ٧٤، محمّد تقي العثماني) . ٢ الصواب أنها أم الإمبراطور قسطنطين وليست زوجته ويسمّيها النصارى (القديسة هيلانة) أو (هلينا) الملكة) كما ذكر ابن البطريق في تاريخه نظم الجوهر وغيره من المصادر النصرانية. ٣ وردت هذه القصة في تاريخ سعيد بن البطريق (ت ٩٤٠م) المسمى بـ: (نظم الجوهر) ونقلها عنه العلماء في باين سخافة دين النصارى. ومن هؤلاء العلماء ابن تيمية في الجواب الصحيح ٣/٢٥، وابن القيم في إغاثة اللهفان ص ٦٢٥، ٦٢٦، والقرافي في أدلة الوحدانية في الرّدّ على النصرانية: ٧٥-٧٧، والمقريزي في خططه ٣/٥٢٥، ٥٥٢، وغيرهم. كما نقلها المصادر النصراينة أيضاً مثل: كتاب السنكسار ٢/١٦٢، ١٦٣، موجز تاريخ المسيحية ص ١٩٠، ليسطس الدويري. لكننا نستغرب من أن المؤرخ يوسابيوس القيصري - الذي عاش في العصور الأولى ٢٦٤-٣٤٠م وكان معاصر للإمبراطور قسطنطين، وأسقفا لقيصرية - لم يذكر هذه القصة في كتابه: (حياة قسطنطين العظيم) الذي أَرَّخ فيه حوادث عصر قسطنطين. ومعن ثنائه في هذا الكتاب على الأعمال الخيرة التي قامت بها الإمبراطورة هيلانة أم قسطنطين فإنه لم يشر أبداً إلى القصة السابقة. (ر: حياة قسطنطين ص ١٠٣-١٠٥) . ويدلنا ذلك على كذب هذه القصة واختلاقها بعد عصر قسطنطين؛ إذ لو كانت القصة صحيحة لبادر إلى ذكرها المؤرخ يوسابيوس الذي يكيل الثناء والمديح بلا حساب لسيده الإمبراطور قسطنطين.