للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعلنوا بعبادته سفاهاً وخاطبوه بالربوبية شفاهاً؟! نعوذ بالله من الضلال وأن نشرك مع الله الرجال.

٦٥- فضيحة أخرى: للنصارى عيد يقال له: (عيد ميكائيل) ليس له أصل في شرعهم ألبتة، بل هو مما أحدثوه وابتدعوه. وسبب إحداثه على ما ذكر أهل العلم: أنه كان بالإسكندرية صنم١ وكان أهل الإسكندرية ومصر يُعَيَّدون له عيداً عظيماً٢، ويذبحون له الذبائح، فولي بطركة الإسكندرية رجل يقال له: (الأكصيدروس) ٣، فرام إبطال هذا العيد وتعطيل الصنم فلم يقدر من عوام النصارى. فقال: إن تعبدكم لصنم لا يضرّ ولا ينفع لضلال وكفر. فلو جعلتم هذا العيد لميكائيل المَلَك وذبحتم له الذبائح / (٢/٧١/ب) لكان يشفع لكم عند الله. وذلك خير لكم من هذا الصنم. فأجابوه إلى ذلك فكسر ذلك الصنم واتّخذ منه صلباناً وسمي الهيكل (كنيسة ميكائيل) وتحول العيد فصار لمكيائيل إلى اليوم بمصر وتخومها ولا أصل له في زمن المسيح ولا في زمن الحواريين٤. والشيء الضعيف لا يزيده الأمر الباطل إلاّ ضعفاً. والحقّ متسغن بنفسه عن أن يقوى بأمثال هذه الترهات.


١ ورد أنه كان صنماً من نحاس في هيكل عظيم، بنته أكلاً أو بطرة الملكة وسمّته باسم زحل.
٢ كان ذلك العيد في شهر تشرين الثاني.
٣ ورد أن اسمه: (الأسكندريس) .
٤ ذكر أبو المكارم (النصراني) في كتابه المخطوط: (تاريخ الكنائس والأديرة ١/١٥٢، ١٥٣) قصة عيد ميكائيل والكنيسة التي يقام فيها هذا العيد، مثل ما أورده المؤلِّف - رحمه الله -، وأضاف أبو المكارم: "بأن الكنيسة تسمى بـ: (كنيسة الفيسارية) وقد أحرقت هذه الكنيسة في يوم الاثنين لثلاث خلون من شوال سنة ثلاثمائة، عند دخول المغاربة (القرامطة مع المسمى أبو عبيد الله) إلى الإسكندرية". اهـ.
وقد نقل هذه (الفضيحة) بعض علماء المسلمين في الرّدّ على النصارى وبيان سخافة عقولهم وتهاونهم في أمور دينهم وتأثرهم بالوثنية. ومن هؤلاء العلماء الإمام ابن تيمية في الجواب الصحيح ٣/٢٠، ٢١، وابن القيم في هداية الحياري ص ٣٢٢، وفي إغاثة اللهفان ص ٦٢٥، والمقريزي في خططه ٣/٥٢٥، ٥٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>