للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المسيح خاصة فقالت: إن الذي تراه العين من المسيح ليس هو المسيح، وإنما هو خيال وإلاّ فالمسيح ليس يُتصور أن يرى١.

وفي نفس دعواهم هذه ما يقضي بِرَدَّها إذ يقال لهم: إذا كان المسيح لا يرى وإنما هو خيال فمن أين لكم أن الذي أثبتموه خيالاً للمسيح أنه هو المسيح؟ ولعل الذي رأيتموه خيالاً ليس بخيالٍ أيضاً. ولعل أحدكم [حمار أو كلب أو حيوان] ٢ آخر وإن كان آدميّاً في رأي العين وذلك قلب للحقائق.

ومن النصارى من يقول: إن مريم لم تلد إنساناً٣ وإنما ولدت جسداً وجاءت الكلمة فاتّحدت به فصار بها إنساناً كاملاً.

ومن النصارى من يعتقد أن المسيح مولود من الأب والروح٤. وأنّ الرّوح قوة تحل على الصالحين كما حلّت على يوحنا وهي التي تحلّ على القربان فتبارك فيه. وأنها إذاً من إرث الأنبياء أتتهم في صورة إنسان حسن الصورة. / (٢/٧٥/ب) .


١ القائلون من النصارى إن المسيح نزل في جسم خيالي يُسمون بالمتخيلة (DOCETISTS) وهم عدة مبتدعين منهم:
في القرن الثاني الميلادي: فالنتيوس، وسطرينس، ومركيون، وتاتيانس، وبرديياس.
وفي القرن الثالث الميلادي: ماني.
وفي القرن الرابع الميلادي: أبو ليناريوس.
وفي القرن الخامس الميلادي: أوطاخي (أفتيخوس) - رئيس دير بضواحي القسطنطينية وقد استمرت بدعته إلى القرن السادس فاعتنقها يولياناس الخيالي. (ر: موجز تاريخ المسيحية ص ٣٠٨، ٣٠٩، يسطس، قصة الحضارة ١١/٢٩٤) .
ويوليانس هو الذي تنسب إليه طائفة الإليانية، وأتباعها قوم من فرقة اليعقوبية وهم بالشام واليمن وأرمينيا.
(ر: الملل والنحل ١/٢٢٧، للشهرستاني، الجواب الصحيح ظ/ ٢٣، وهداية الحياري ص ٣٣٥) .
٢ في ص، م (حمارا أو كلباً أو حيوانا) والصواب ما أثبتّه.
٣ لعل خطأ قد وقع من الناسخ في هذه الكلمة. وتصحيحها كالآتي: "إن مريم لم تلد إلهاً وإنما ولدت جسداً". وهذه مقالة النسطورية من فرق النصارى. وقد تقدم التعريف بها. ر: ص: ٤٨٦.
٤ هذه مقالة فرقة الملكية (الكاثوليك) من النصارى. وقد تقدم التعريف بها. ب: ص: ٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>