٢ يذكر المقص زكريا إبراهيم: "أن هذه الفرقة ظهرت في القرن الخامس الميلادي. وكان أصحاب هذه البدعة من الوثنيين الذين اعتنقوا المسيحية. وكانوا في وثنيتهم يعبدون الزهرة ويقولون عنها ملكة السماء. وعندما اعتنقوا المسيحية حالوا التقريب بين ما كانوا يعبدون وبين العقيدة المسيحية. فاعتبروا (مريم) ملكة النساء أو إلهة النساء بدلاً من الزهرة ولذلك أطلقوا على أنفسهم اسم (المريميين) " اهـ. (ر: الله واحد في الثالوث المقدس ص ٤١) . وقد ذكر ابن البطريق هذه الطائفة في كتابه: (نظم الجوهر) ونقله عنه ابن تيمية في الجواب الصحيح ٣/٢٢، وابن القيم في هداية الحياري ص ٣٢١، والمقريزي في خططه ٣/٥٢٤. وقد ذكرها ابن حزم باسم (البربرانية) وبأنها قد بادت. (الفصل في الملل والنحل ١/١١٠) . وقد ردّ الله عزوجل على هذه الطائفة في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ} [سورة المائدة، الآية: ١١٦] . ومع أن النصارى يقولون بانقراض هذه الفرقة وأن الكنيسة لا تعترف بألوهية مريم وتؤمن بأن العذراء مريم إنسانة بشرية. (ر: الله واحد في الثالوث ص ٤٢) . إلاّ أن تقديس النصارى لمريم جاء في مجمع أفسس الأوّل سنة ٤٣١م، الذي وضع مقدمة قانون الإيمان كالآتي: "نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء المقدسة والدة الإله". ويؤكّده أيضاً ما جاء في أوامر الكنيسة وتعاليمها بالتوجه والدعاء إلى مريم. وأن تختم الصلاة الربانية عندهم بالصلاة المريمية عشرين مرة. (ر: الإنجيل الصليب ص ١٢٥، ١٢٦، للمهتدي عبد الأحد داود. المسيحية في العصور الوسطى ص ٤٤ جاد المنفلوطي) .