للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن النصارى فرقة تعرف بالوغانية ينكرون إنجيل يوحنا التلميذ لا يعترفون به ألبتة ويقولون: ليس المسيح إلهاً غير أنا قد أمرنا بعبادته١.

ومن النصارى / (٢/٧٦/أ) فرقة تقول: "إن المسيح من الأب بمنْزلة شعلة نار أخذت من شعلة نار لم تنقص بالأخذ"٢. وقد بقيت من النصارى فرق لو ذكرناها لأطلنا وخرجنا عن شرطنا في الاختصار وقد ذكر العلماء أن عدّة فرق النصارى اثنتنان وسبعون فرقة.

٧١- فضيحة أخرى: ترك طوائف من النصارى أكل اللحم في صيامهم وحرموه، وذلك مما أحدثوه بالرأي بعد المسيح وتلاميذه. فانتحلوا مذهب المانوية أصحاب ماني٣ الزنديق. قال الشاعر في المانوية:

تركنا اللحم للإفلاس والقلة والضيق فقالوا منويين بقول غير تحقيق

ولو مَرَّ بنا ماني أكلناه على الريق


١ ورد أن فرقة (الوحين) التي كانت في القرن الثاني الميلادي تنكر إنجيل يوحنا وجميع تصانيفه. وقد سبق لنا في التعليق على إنجيل يوحنا ص ١١٣ ذكر بعض الذين أنكروا هذا الإنجيل. (ر: إظهار الحق ص ٩٠، ١٠٠، لرحمة الله) .
٢ هذه مقالة (سابليوس) الذي كان رئيس شيعة تنسب إليه باسم (السابلية) في روما أثناء أسقفية زفيرينوس (١٩٨-٢١٧م) . (ر: تاريخ الكنيسة ص ٣٤٩، قصة الحضارة ١١/٢٩٥) .
وقد ذكر مقالته تلك ابن البطريق في (نظم الجوهر) ونقلها عنه علماء المسلمين منهم: الإمام ابن تيمية في الجواب الصحيح ٣/٢٣، وابن القيم في هداية ص ٣٢٣، والمقريزي في الخطط /٥٢٤.
٣ ماني الطشقوني: الذي ظهر في أواخر القرن الثالث الميلادي. كان فيلسوفاً من بلاد فارس. حاول إيجاد ديانة توفق بين الديانات الفارسية والبوذية واليهودية والنصرانية. وادّعى بأنه المسيح المنتظر وقد رحب به سابور الأوّل ملك الفرس في بداية الأمر. ولكن كهنة المجوس ثاروا ضده فاضطر إلى الهرب. ولما عاد تبعه جمع كثير. ولكن الملك فاراسن الأوّل حكم عليه بالإعلام سنة ٢٧٦م. وقد انتشرت شيعته التي نسبت إليه باسم المانيكيين (MANICHEANS) في غربي آسيا وشمالي أفريقيا ونظريتها الأساسية الاتعقاد بوجود إلهين: إله للخير (النور) وإله للشّرّ (الظلمة) . (ر: تاريخ الكنيسة ص ٣٨٦، موجز تاريخ المسيحية ص ١٥٤-١٥٦، قصة الحضارة ١١/٢٩٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>