للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

من عبيد الله أن يقاتل"١. فأمر فولس بترك ما يؤدي إلى القتال سداً للذريعة، فكيف خالفه النصارى وشرعوا الحروب وسفكوا الدماء الحرام؟ "٢.

٧٨- فضيحة أخرى: أخصت الحبشة من النصارى أولادهم وكذلك بعض الروم. / (٢/٨٠/أ) والخصي أشدّ المثلة وأفظع الذنوب. ثم هم يفعلون ذلك بأطفال لا دفاع عندهم. وتلك قسوة عظيمة وغلظة جسيمة. وقد قال المسيح عليه السلام: "طوبى للرحماء"٣. ثم هم يخصونهم ويبيعونهم فيأكلون أثمانهم وهذه مَعَرَّة لو وافقتهم عليها الناس لذهب بنو آدم ومُحي جنس البشر. ثم هم يتصوفون في وجوههم ولحاهم بالحلق والنتف والكشط فيصيرون مع عوج ألسنتهم أسمج شيء خلق الله. وهذه كتب الأنبياء لم تأمر بشيء من هذا الجنس٤.

٧٩- فضيحة أخرى: ليس بين النصارى شيء من الأحكام والفرائض والسنن والمحتاج إليها في المعاملات والمناكحات، والأناجيل التي بأيديهم ليس فيها سوى مواعظ ووصايا قد خلطت بكفر صريح وأكاذيب كثيرة لم يصدقهم عليها أحد من الأمم. وأكثر ما يفزعون إلى أحكام المسلمين لخلو أكابرهم عن معرفة الحلال والحرام. وأي شيء استحسنوه بعقولهم شَرَّعوه وحكموا به فمن نازعهم من (٢/٨٠/ب) أهل ملتهم أحرموه ومنعوه من دخول الكنائس فيحكمون فيهم


١ رسالته إلى تيموثاوس ٢/٢٢-٢٤.
٢ وردت في الأناجيل ثلاثة نصوص تشير إلى القتال وهي:
أحدها في إنجيل متى ١٠/٣٤، كالآتي: "لا تظنوا أني جئت لألقي سلاماً على الأرض، ما جئت لألقي سلاماً بل سيفاً. فإني جئت لأفرق الإنسان ضدّ أبيه والابنة ضدّ أمها والكِنة ضدّ حماتها". ثم تكرر هذا النّصّ في إنجيل لوقا ١٢/٤٩-٥٠، والنّصّ الثالث ورد أيضاً في لوقا ١٩٢٧، كالآتي: "أما أعدائي أولئك الذين لم يريدوا أن أملك عليهم فأتوا بهم إلى هنا واذبحوهم قدّامي". ومع ذلك فإن النصوص الأخرى الكثيرة في الأناجيل - وقد ذكر المؤلِّف بعضها - تطغى على هذه النصوص، وتدعو إلى التسامح والعفو دفع السيئة بالحسنة والمغالاة في المثالية.
٣ متى ٥/٧.
٤ بل قد ورد النهي عن الخصي في سفر التثنية ٢٣/١ كالآتي: "لا يدخل مخصي بالرّض أو مجبوب في جماعة الرّبّ".

<<  <  ج: ص:  >  >>