للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٤- فضيحة أخرى: لازمة للنصارى واليهود وهي ما اشتملت عليه كتبهم من الاختلاف والتكاذب وقد ذكرنا فيما تقدم نُبذاً من ذلك ليستدل بها من وقف عليها على قلة ضبطهم لدينهم ولنذكر ها هنا ما وقع في التوراة من التكاذب. فمن ذلك ما وقع في تاريخ عمر آدم وأعمار مشاهير أولاده ففي نسخة من نسخ التوراة: أن آدم عاش مائة وثلاثين سنة ثم ولد على شبهه ولد فسماه شيت١. وفي نسخة أخرى: أنه لم يرزق شيت حتى صار له من العمر مائتان وخمسون سنة٢.

وعاش آدم بعد أن ولد له شيت ثمانمائة سنة / (٢/٨٤/أ) فولد له بنين وبنات ثم مات. وكان جميع عمر آدم تسعمائة سنة٣. وفي نسخة: ألف وثلاثون سنة٤.


١ اتفقت النسختان العبرية والسامرية على ذلك. (ر: سفر التكوين ٥/٣) .
٢ الصواب: أنه لم يرزق شيت حتى صار له من العمر مائتان وثلاثون سنة. وقد ورد ذلك في النسخة اليونانية أو السبعينية. (التي قام بترجمها ٧٢ حبراً من اليهود عن النسخة العبرية فيما بين عام ٢٨٥ ق. م إلى ١٥٠ ق. م) وهي النسخة المعتمدة عند النصارى - ما عدا طائفة البروتستانت الحديثة التي تعتمد النسخة العبرية - وهي النسخة المقصودة في كلام الجويني في كتابه: (شفاء العليل في بيان ما وقع في التوراة والإنجيل من التبديل ص ٣٣، ٣٤) . حينما يقول: التوراة التي بيد النصارى.
٣ اتّفقت النسختان: العبرية والسامرية على ذلك. (ر: تكوين ٥/٤، ٥) .
٤ انفردت النسخة اليونانية بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>