٢ خروج ١٠/٢٠. ٣ متى ٢٢/١-١٤، في سياق طويل. ٤ قال ابن القيم: "قد اتّفقت رسل الله من أوّلهم إلى آخرهم وكتبه المنَزَّلة عليهم أنه سبحانه يضل من يشاء. وأنه من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. وأن الهدى والإضلال بيده لا بيد العبد. وأن العبد هو الضال أو المهتدي. فالهداية والإضلال فعله سبحانه وقدره. والاهتداء والإضلال فعل العبد وكسبه. ومراتب الهدى أربعة: إحدها: الهدي العام وهو هداية كلّ وهو هداية كلّ نفس إلى مصالح معاشها وما يقيمها. وهذا أعم مراتبه. المرتبة الثانية: هداية الإرشاد والبيان للمكلفين. وهي التي أثبتها الله لرسوله. قال عزوجل: {وإنّك وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} . المرتبة الثالثة: هداية التوفيق والإلهام. وتستلزم أمرين: أحدهما: فعل الرّبّ تعالى وهو الهدى. والثاني: فعل العبد وهو الاهتداء. وهو أثر فعله سبحانه فهو الهادي المهتدي. قال تعالى: {وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ} . وهي التي نفاها الله عن رسوله. قال تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} . المرتبة الرابعة: الهداية إلى الجنة والنار يوم القيامة. قال تعالى: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} . وقال تعالى: {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} . (ر: شفاء العليل ص ١٤١-١٧٩، باختصار.