للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

ولاشتمال صلوات النصارى على هذا السخف يبالغون في ستر أحوالهم ولا يُعجبهم أن يحضر بِيَعهم أحد غيرهم.

٩٢- فضيحة أخرى: / (٢/٩٣/أ) النصارى يقرؤون في صلاة الغروب: "يا والدة الإله العذراء أسعي في خلاصنا وافرحي يا والدة الإله. مباركة أنت في النساء ومبارك ثمرة بطنك لأنك ولدت لنا مخلّصاً. يا والدة الإله لا تغفلي عن وسائلنا١ ونجنا من المعاطب"٢. وفي هذه الصلاة: "يا صابغ المسيح يوحنا اذكر جماعتنا ونجّنا".

قولهم: "يا والدة الإله"، اعلم أن الألوهية عندهم تكون حقيقة وتكون مجازاً. فالإله الحقيقي هو الله الآب عندهم. والإله المجازي هو المعظم في الدين الذي يدعو إلى الله ويعلم الناس أوامر الله ويبيّن لهم أحكامه. فإن عنوا هَا هنا الإله الحقيقي سقطت مكالمتهم لبيان جنونهم.

وإن عنوا القسم الثاني وهو الإله الذي هو مُعظم في الدّين كقول الله في التوراة لموسى عليه السلام: "أخوك هارون يكون لك مترجماً وأنت تكون له إلهاً مدبّراً"٣. وكقول داود لعلماء بني إسرائيل في المزامير: "أنا قالت: إنكم آلهة وبني العلي كلكم تدعو"٤. وكقول حبقوق النبيّ: / (٢/٩٣/ب) "إله يأتي من التيمن ومقدس من جبال فاران"٥. يصف نبيّاً يخرج من الحجاز وصلوات الله عليه وسلامه.


١ في م: وساليفا.
٢ وردت هذه القراءة في كتاب ترنيم ومدائح منتخبة ص ٢٠، ٢١.
٣ خروج ٧/١.
٤ مزمور ٨٢/٦.
٥ سفر حقبوق ٣/٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>