للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فسيناء١ الجبل الذي كلم الله فيه موسى. وساعير٢ هو جبل الخليل بالشام. وكان المسيح يتعبد فيه ويناجي ربّه. وفاران٣ جبل بني هاشم الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحنث فيه ويتعبد٤. وقد خصت التوراة محمّد صلى الله عليه وسلم / (٢/١٠١/أ) بزيادة على موسى وعيسى، فقالت: "معه ربوات الأطهار عن يمينه". وذلك كناية عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بالربوات: الجماعات من الأكابر والمعظمين في الدين على مذهب تسمية العظيم القدر "رباً". فجمعوا الرّبّ ربوات ولم يقولوا (أرباباً) لفساد التعبير وسوء الترجمة. كما قال فولس مفسرهم: "إن جبل فاران متّصل ببلاد أرابيا"٥. يريد بلاد العرب.


١ سيناء: أو حوريب اسم جبل واقع في شبه جزيرة سيناء جنوباً. وهناك رأيان في موقعه: أحدهما أنه جبل سربال في واد فيران. والآخر: أنه جبل موسى. (ر: قاموس ص ٤٩٨، الموسوعة الميسرة ص ١٠٥٧) .
٢ ساعير: جبال ممتدة في الجهة الشرقية من وادي عربة من البحر الميت إلى خليج العقبة سميت كذلك نسبة إلى سعير الحوري. ويطلق على جبل في أرض يهوذا. بين قرية يعاريم وبيت شمس. (ر: قاموس ص ٤٦٦، دائرة المعارف ٩/٦٢٣، للبستاني) .
٣ فاران: كلمة عبرانية معربة. من أسماء مكة أو جبال الحجاز. وقيل: إن (فاران) اسم أحد العمالقة السبعة الذين اقتسموا الأرض. فجعلوا الفاران الحجاز. (ر: معجم البلدان٤/٢٢٥،ياقوت الحموي، النصيحة الإيمانية ص٣٤٦،تحفة الأريب ص٢٦٥) .
قال شيخ الإسلام في تعليقه على البشارة السابقة: "وعلى هذا فيكون ذكر الجبال الثلاثة حقاً. جبل حراء الذي ليس حول مكة، جبل أعلى منه، ومنه كان نزول أوّل الوحي على النبيّ صلى الله عليه وسلم. وحوله من الجبال جبال كثيرة حتى قد قيل: إن بمكة اثني عشر ألف جبل. وذلك المكان يسمى فاران إلى هذا اليوم والبرية التي بين مكة وطور سيناء تسمى (برية فاران) . ولا يمكن أحد أن يدّعي أنه - بعد المسيح - نزل كتاب في شيء من تلك الأرض ولا بعث نبي". (ر: الجواب ٣/٣٠١.
٤ ذكر هذه النبوات الثلاثة في هذه البشارة نظير ذكرها في أوّل سورة: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ} . (ر: للتوسع في ذلك هداية الحيارى ص ١١٣، ١١٤) .
٥ لم أقف في رسائل بولس على ما نقله المؤلِّف. ولكن ورد في رسالة بولس إلى غلاطية ٤/٢٥، النّصّ الآتي: "لأن هاجر جبل سيناء في العربية".

<<  <  ج: ص:  >  >>