للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الماشية في حال صحّته وعوارفه الكثيرة١، وأعتق ثلاثين٢ عبداً، وتصدق في مجلس واحد بقافلة فيها سبعمائة جمل بما عليها من البر والبضاعة حتى أقتابها٣ وأحلاسها٤ رضي الله عنه٥. كلّ ذلك ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ودعا عليه السلام لسعد بن أبي وقاص أن يجيب الله دعوته٦ فما دعا قطّ إلاّ استجيب له٧ فكانت دعوته مشهورة.


١ ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١/٩٠، من طريق ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة.
قلت: عبد الله بن لهيعة الحضرمي، أبو عبد الرحمن، صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، مات سنة ١٧٤هـ. (ر: التقريب ١/٤٤٤) .
٢ أخرجه ابن عبد البر في الاستيعاب ٢/٨٤٨، وأبو نعيم في الحلية ١/٩٩، والحاكم ٣/٣٠٨، من طريق ابن إسحاق، ثنا أبو هشام الحسين بن عليّ عن جعفر بن برقان، قال: "بلغني أن عبد الرحمن بن عوف أعتق ثلاثين ألف بيت". وسكت عنه الحاكم والذهبي.
قلت: جعفر بن برقان الكلابي، صدوق يهم في حديث الزهري، من السابعة مات سنة ١٥٠هـ. (ر: التقريب ١/١٢٩) ، فإسناده منقطع.
٣ الأَقْتَاب: مفرده: قَتَب: وهو: الرَّحل الصغيرعلى قدرسنام البعير. (ر: القاموس ص١٥٧) .
٤ الأحلاس: مفرده: حِلْس: وهو الكساء الذي على ظهر البعير تحت البَرْذَعة ويبسط في البيت تحت حرّ الثياب. (ر: القاموس ص ٦٩٤) .
٥ أخرجه أحمد في مسنده ٦/١١٥، عن عبد الصمد بن حسان عن عمارة عن ثابت عن أنس. قال: " ... فذكره في سياق طويل". اهـ.
قلت: عمارة بن زاذان، الصيدلاني، صدوق كثيرةالخطأ من السابعة. (ر: التقريب٢/٤٩) .
٦ عن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك"، أخرجه الترمذي ٥/٦٠٧، وأحمد في فضائل الصحابة ٢/٧٥٠، وابن حبان. (ر: الموارد ص ٥٤٧) ، والحاكم ٣/٤٩٩، وأبو نعيم ص ٥٦٧، والبيهقي ٦/١٨٩، كلاهما في الدلائل وكلهم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عنه. قال الترمذي: "حديث صحيح". وقال الحاكم: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي".
٧ إنّ مما ظهر من استجابة الله تعالى لدعاء سعد ما رواه البخاري عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة رضي الله عنه. قال شكا أهل الكوفة سعداً إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عماراً، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه. فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي. قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأُخُف في الأخريين. قال: ذاك - الظن بك يا أبا إسحاق - فأرسل معه رجلاً أو رجالاً إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة ولم يدع مسجداً إلاّ سأل عنه، ويثنون معروفاً. حتى دخل مسجداً لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له: أسامة ابن قتادة يكنى أبا سَعْدة. قال: أما إذ نشدتنا فإن سعدا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية لا يعدل في القضية.
قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذباً قام رياء وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه بالفتن. وكان بعد إذا سئل يقول: شيخ كبير مفتون، أصابتني دعوة سعد.
قال عبد الملك: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن". اهـ.
أخرجه البخاري (ر: فتح الباري ٢/٢٣٦) ، ومسلم مختصراً ١/٣٣٤، وقد ذكرت حوادث متعددة أخرى ظهرت فيها إجابة الله عزوجل دعاء سعد رضي الله عنه. ومنها في مستدرك الحاكم ٣/٤٩٩-٥٠١، ودلائل النبوة لأبي نعيم ص ٥٦٨-٥٦٩، وللبيهقي ٦/١٨٩-١٩١، والخصائص للسيوطي ٢/٢٨٠-٢٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>