للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وجحد رجل١ بيع فرس وهي التي شهد بها خزيمة٢.

فقال: اللهم إن كان كاذباً فلا تبارك له فيها. فأصبحت من ليلتها على ثلاث قوائم٣.


١ هو: سواء بن الحارث المحاربي، ذكره الخطيب البغدادي في الأسماء المبهمة ص ١٢٠، والحافظ في الإصابة ٣/١٤٧، في قصة جحده بيع فرسه للنبي صلى الله عليه وسلم.
٢ هو: الصحابي الجليل المعروف خزيمة بن ثابت الأنصاري الأوسي ثم الخطمي، ذو الشهادتين، له ثمانية وثلاثون حديثاً.
أما حديث شهادة خزيمة لبيع النبي صلى الله عليه وسلم للفرس فهو حديث صحيح، أخرجه أبو داود ٣/٣٠٨، والنسائي في كتاب البيوع، (ر: صحيح النسائي ٣/٩٦١ للألباني) ، والحاكم٢/١٧، ١٨، عن عمارة بن خزيمة عن عمه رضي الله عنه ... ، فذكره في سياق طويل.
وقال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ورجاله ثقات باتفاق الشيخين"، ووافقه الذهبي والألباني.
٣ ورد في الشفا ١/٦٣٥، كالآتي: "فأصبحت شاصية برجلها، أي: رافعة". وقال الخفاجي في نسيم الرياض ٣/١٣٠: "المراد أن رجلها مرفوعة والإسناد مجازي، وارتفاع رجلها كناية عن أنها مات وانتفخ بطنها حتى صارت رجلها مرفوعة كما يشاهد في الجيف بعد أيام". اهـ.
قلت: لم أجد فيما اطلعت عليه في تخريج الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على تلك الفرس سوى ما ذكره القاضي عياض في الشفا، غير أن الحافظ ابن حجر نقل في الإصابة ٣/١٤٧ خبراً ينقض ما ذكره القاضي عياض في الشفا، والمؤلِِّف، فقال الحافظ في ترجمة سواء بن الحارث: "روى ابن شاهين وابن منده من وجه آخر عن زيد بن الحباب عن محمّد بن زرارة عن المطلب بن عبد الله، قال: قلت لبني الحارث بن سواء: "أبوكم الذي جحد بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: لا تقل ذلك، فلقد أعطاه بكرة وقال: إن الله سيبارك لك فيها، فما أصبحنا نسوق سارحاً ولا نازحاً إلاّ منها". اهـ. وسكت عنه الحافظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>