للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قومه الذين أغووه بذلك قالوا له: أين ما كنت تعدنا؟ وكان أبسلهم وأشجعهم، قال: إني نظرت إلى رجل أبيض طويل دفع في صدري فوقعت لظهري وسقط السيف من يدي فعرفت أنه ملك فأسلمت١.

وكانت حمالة٢ الحطاب تضع العضاء - وهي جمر٣ - على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما يطؤها كثيباً أهيل٤.٥.


١ أخرجه الواقدي في مغازيه١/١٩٣-١٩٦، وعنه البيهقي في الدلائل٣/١٦٨،١٦٩، من طريق عبد الله بن رافع بن خديج عن أبيه قال: ... ، فذكره في سياق طويل. وذكره الماوردي في أعلام النبوة ص ١٣٣.
قال البيهقي: "وقد روي في غزوة ذات الرقاع قصة أخرى في الأعرابي الذي قام على رأسه بالسيف، وقال: من يمنعك مني؟ فإن كان الواقدي قد حفظ ما ذكر في هذه الغزوة فكأنهما قصتان. والله أعلم". اهـ.
٢ هي: أم جميل العوراء، واسمها: أروى بنت حرب بن أمية، زوج لهب، وأخت أبي سفيان وكانت من سادات قريش. (ر: السيرة١/٤٣٥، تفسيرابن كثير٤/٦٠٣، ٦٠٤) .
٣ العِضَاه: شجرة أم غَيْلاَن, وكل شجر عظيم له شوك، الواحدة عِضَة - بالتاء - وأصلها: عِضَهه، وقيل: واحدته: عضاهه. (ر: النهاية ٣/٢٥٥، المصباح ص ٤١٥) .
وقال القاري في شرحه للشفا ٣/٢٠٧: "- وهي جمر - جملة حالية، ولعل المراد تشبيه الشوك بالجمرة حال حدتها، فإن الجمرة هي النار المتوقدة ثم اعلم أن بعضهم ذكر في معناه أنه شجر لجمره حرارة شديدة، وقد قال أهل التفسير: إنها كانت تضع الشوك، ولذا سميت (حمالة الحطب) ، على أحد الأقوال، ولعلها كانت الشوك مرة والجمرة مرة أخرى أو كانت تجمع بينهما. والله أعلم". اهـ.
٤ كثيبا أهيل: أي: رملاً سائلاً حيث لم يتضرر بها. (كذا ذكره القاري) .
٥ أخرجه الإمام ابن جرير في تفسيره ٣٠/٣٣٩، عن عطية الجدلي مرسلا.
قلت: عطية بن سعد الجدلي، صدوق يخطئ كثيراً، كان شيعياً مدلساً من الثالثة. (ر: التقريب ٢/٢٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>