للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الله صلى الله عليه وسلم يهودياً ينادي صاحبه على أطم١ من آطام٢ المدينة: يا فلان إنه قد طلع في هذه الليلة نجم أحمد٣. وذلك مواطئ لقول المجوسالذي حكاه النصارى في إنجيلهم عند مولد المسيح٤، وأنَّى لهم بتحقيق تلك الحكاية عن المجوس إلاّ بالطريق التي ثبتت به أخبارنا، فإن قدحوا في صحة أخبارنا لم يسلموا من مثل ذلك فيما صاروا إليه، وقد حكى الصنارى أنّ أم المسيح حين خافت عليه هيرودس هوبَتْ إلى مصر وهو طفل٥، فأما رسول الله فعصمه الله من كيد أعدائه وهو بين أظهرهم وقد جهدوا جهدهم ولم نحتج إلى ما نقله المخالفون.

٥٦- ومن معجزاته عليه السلام إمداد الله له بالملائكة وطاعة الجن له، قال الله تعالى في كتابه الكريم: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} ، [سورة الأنفال: من الآية١٢] . وقال عزّ من قائل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ٦ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ ... } ، [سورة الأنفال: من الآيتان ٩-١٠] ، وقال: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ


١ الأطم: بناء مرتفع والمراد به هنا: الحصن. (ر: النهاية ١/٥٤) .
٢ في م: أطم.
٣ أخرجه الحاكم ٢/٢٨٦، وأبو نعيم ص ٧٥، والبيهقي ١/١١٠، كلاهما في الدلائل، كلهم من طريق ابن إسحاق. (ر: ١/١١، ٢١٢) ، حدّثني صالح بن إبراهيم عن يحيى ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري، قال: حدّثني من شئت من رجال قومي عن حسان بن ثابت رضي الله عنه: ... ، فذكره.
قلت: في إسناده انقطاع فإن يحيى بن عبد الله لم يسم عمن سمع.
وله شاهد من حيدث حويصة بن مسعود رضي الله عنه بنحوه أخرجه أبو نعيم في الدلائل ص ٧٧، إلاّ أنّ في إسناده الواقدي وهو متروك، غير أن محمّد بن إسحاق إمام في المغازي والسير، فإذا روى رواية لم يخالفه فيها أحد فهي مقبولة عند المحقِّقين من المحدّثين والمؤرّخين، وروايته هذه رويت من وجه آخر، وإن كان فيها ضعف إلاّ أنّها تدل على أ، لها أصلاً. والله أعلم.
٤ متى ٢/١-٧، لوقا ٢/٨-١٤.
٥ متى ٢/١٣-١٥.
(٢/١٧١/ب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>