أ- سفر أعمال الرسل - ويسمى سفر براكسيس (PRAXIS) وهي كلمة يونانية تعني الأعمال - وينسب هذا السفر إلى لوقا - صاحب الإنجيل الثالث - وعدد إصحاحاته (٢٨) أصحاحاً، يحتوي على سير الحواريّين وتلاميذ المسيح وجهودهم في سبيل نشر تعاليم المسيح بعد رفعه عليه السلام. ب- رسائل الحواريّين والتلاميذ - وتعتبر من الرسائل التعليمية لأنها توضح تعاليم النصرانية ومبادئها - تشتمل على (٢١) رسالة موزعة كالآتي: (١٤) رسالة لبولس عدد إصحاحاتها (٩٩) إصحاحاً، رسالة واحدة ليعقوب عدد إصحاحاتها (٥) ، رسالتان لبطرس عدد إصحاحاتها (٨) ، (٣) رسائل ليوحنا عدد إصحاحاتها (٧) ، رسالة واحدة ليهوذا مكونة من إصحاح واحد فقط. ج- رؤيا يوحنا - صاحب الإنجيل الرابع - وهو عبارة عن تنبؤات مستقبلية، عدد إصحاحاتها (٢٢) إصحاحاً. وقد يتصور الإنسان أن هذه الرسائل أو الأسفار قد اعتمدت - أي: أصبحت قانونية مقدسة - دفعة واحدة وفي قائمة واحدة من قبل رجال اللاهوت ومجامعهم المسكونية لكن الواقع غير ذلك وتفصيله كالآتي: عندما انعقد مجمع نيقية المشهور سنة ٣٢٥م، تم فيه اعتماد معظم أسفار العهد القديم والأناجيل الأربعة وأغلب رسائل العهد الجديد ما عدا رسالة يعقوب، والرسالة الثانية لبطرس، والرسالتان الثانية والثالثة ليوحنا، ورسالة يهوذا، ورسالة بولس إلى العبرانيّن، وسفر رؤيا يوحنا، وظلت مشكوكاً بها ومدرجة ضمن الكتب المفروضة. ثم انعقد مجمع لوديسيا سنة ٣٦٤م، اعتمدت فيه الأسفار المذكورة آنفاً ما عدا سفر رؤيا يوحنا الذي ظل مدرجاً ضمن الكتب المشكوك فيها والمرفوضة. ثم انعقد مجمع قرطاج سنة ٣٩٧م، وتم فيه اعتماد سفر رؤيا يوحنا، وكذلك بعض أسفار العهد القديم، ثم تأيدت قرارات تلك المجامع السابقة بمجامع ثلاثة أخرى هي: مجمع ترلو سنة ٦٩٢م، مجمع فلورنس سنة ١٤٣٩م، مجمع ترنت من سنة ١٥٤٢م-١٥٦٣م تم فيها اعتبار الأسفار المشكوك فيها مسلمة بين جمهور النصارى. (ر: تاريخ الكنسية ص ١٥٢، ١٥٣، يوسابيوس القيصري ترجمة القمص مرقس داود، كتاب الغفران بين الإسلام والمسيحية ص ٣٣-٣٥، للأستاذ إبراهيم خليل - الذي كان قسيساً وأستاذ اللاهوت بكلية اللاهوت بأسيوط ثم هداه الله إلى الإسلام - أظهار الحقّ ص ٧٦-٨٢، للشيخ رحمة الله الهندي - بتصرف) . فهذه حال كتب القوم، تصبغ بالقداسة والتعظيم حسب أهواء شياطينهم وأحبارهم، ولا مستند لهم في قبول الأسفار ورفضها إلاّ اتباع الهوى والشيطان. ٢ هو: (بولس) - ومن عادة العرب أن يقلبوا الباء فاء حين الترجمة عن اللغة اليونانية ومعنى: (الصغير) ، وكان اسمه في اليهودية شاؤول ويلقبه النصارى بالرسول على الرغم من أنه لم يكن من تلاميذ المسيح، ولم تثبت له رؤية المسيح عليه السلام في حياته، وقد كان بولس في بداية أمره من أشدّ الناس اضطهاداً وتعذيباً لأتباع المسيح عليه السلام، ثم زعم بولس وهو طريقه إلى دمشق بأن المسيح قد ظهر له يقظة في عمود من نور وذلك بعد رفع المسيح بسع سنين - وأمره باتباعه وتبليغ رسالته إلى الأمم - وبذلك أصبح بولس من أكبر الدعاة فأخذ يطوف البلاد وينشأ الكنائس ويلقي الخطب ويكتب الرسائل حتّى قتل في اضطهاد دنيرون سنة ٦٧ أو ٦٨م، وتنسب إليه (١٤) رسالة من أسفار العهد الجديد تعتبر مصدراً رئيساً للعقائد والتشريعات النصرانية المحرفة. (ر: سفر أعمال الأصحاح (٩) وما بعدها، قاموس ص ١٩٦-١٩٩، المسيحية نشأتها وتطورها - شارل جينبر ص ٦٧-١١١، تاريخ المسيحية (فجر المسيحية) - حبيب سعيد ص ٤٠-٤٥) . وكما يقول حبيب سعيد: "بأن بولس صاحب الفضل الكبير في وضع أركان المسيحية الأولى". اهـ. فإننا نجد في رسائل بولس النصرانية المنحرفة وأوّل من غرس بذرة التثليث، فهو قد دعا إلى تأليه المسيح وبأنه ابن الله. (ر: رسالته إلى رومية٢/٢٣-٢٧، ٥/١٠-١٢) . وبأن المسيح سيحاسب الناس يوم القيامة. (ر: رسالته إلى أفسس ١/٢٢، ورسالته إلى رومية ١٤/١٠) . ونسخ الختان. (ر: رسالته إلى كونثوس ٧/١٨، ١٩) . وجعل المسيحية ديناً عالمياً. (ر: رسالته إلى رومية ١/٥، ١٤-١٦، وإلى غلاطية ٣/٢٦-٢٩) . وغير ذلك من الانحرافات التي أدت إلى افتراق برنابا الحواري عنه في رحلاته وكتابته لإنجيل برنابا. (انظر: مقدمة إنجيل برنابا ١-٩) . وقد أدرك حقيقة بولس وتأثيره في أتباع المسيح الكثيرون من المحقِّقين والمفكِّرين مثل بيري في كتابه: (ديانات العالم ص ٦٨-٧٦) ، وويلز في كتابه: (المحيط في التاريخ ٣/٦٧٩) . حيث يقولون عن بولس: "إن كثيراً من الثقات العصريّين يعدونه المؤسس الحقيقي للمسيحية". (نقلاً من المسيحية - د. شلبي ص ٧٩-٨٦) . ويقول الأستاذ شارل جنيبر - أستاذ المسيحية بجامعة بارس - في كتابه السابق ص ٨٤، ١١١: "بدون بولس كان من المحتمل أن لا توجد المسيحية وأن بولس كان منشئ المستقبل". اهـ.