للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وسفيان١ بن مجاشع،

وقس٢ بن ساعدة،


١ سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي، جد الفرزدق والأقرع بن حابس، أخرج ابن سعد ١/١٦٩ عن قتادة بن السكن العرني، قال: كان في بني تميم سفيان ابن مجاشع أتى أسقفا فقال له: إنه يكون ببلاد العرب نبي اسمه محمّد. فولد له ولد سماه محمّداً. وأخرجه أبو نعيم في الدلائل ص ٩٤ عن خليفة بن عبده، قال: سألت محمّد بن عدي بن ربيعة كيف سَمَّاك أبوك في الجاهلية محمّداً؟ فقال: ... ، فذكره بنحوه في سياق طويل. وعزاه السيوطي في الخصائص ١/٤٠، ٤١، إلى البيهقي والبطراني والخرائطي في (الهواتف) ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٨/٢٣٣: "وراه الطبراني وفيه من لم أعرفهم". ونقل الصالحي عن ابن ظفر عن سفيان بن مجاشع أنه رأى قوماً من تميم اجتمعوا على كاهنة لهم فسمعها تقول: العزيز من والاه، والذليل من خالاه، والموفور من مالاه، والموتور من عاداه. فقال سفيان: من تذكرين لله أبوك؟ فقالت: صاحب حِل وحرم وهدى وعلم ... فقال سفيان لله أبوك من هو؟ فقالت: نبي مؤيَّد قد أتى حين يوجد ودنا أوان يولد، يبعث إلى الأحمر والأسود بكتاب لا يفند اسمه محمّد. فقال سفيان: لله أبوك أعرابي أم أعجمي؟ قالت: أما والسماء ذات العنان والشجرات ذات الأفنان، إنه لمن معد بن عندنان، فَقَدْك يا سفيان. فأمسك عنها ثم ولد له غلام فسمّاه محمّداً.... (ر: الإصابة ٦/٥٩، ١٩٣، سبل الهدى والرشاد ١/١٤٢) .
٢ قُسُّ بن ساعد الإيادي، البليغ الخطيب المشهور، وأحد حكماء العرب، وكان أسقف نجران، ذكره ابن السكن وابن شاهين والمروزي وأبو موسى في الصحابة، وصرح ابن السكن بأنه مات قبل البعثة، وهو أوّل من آمن بالبعث من أهل الجاهلية، وأوّل من توكا على عصا في الخطبة، وأوّل من قال: أما بعد، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكمته في عكاظ، ومن خطبه:
إن لله ديناً هو أحب الأديان إليه من دينكم الذي أنتم عليه، ونبياً قد حان حينه وأظلكم أوانه، وأدرككم إبّانه، فطوبى لمن آمن به فهداه وويل لمن خالفه وعصاه....، ومن شعره:
الحمد لله الذي لم يخلق الخلق عبث لم يُخْلنا حيناً سدى من بعد عيسى واكترث
أرسل فينا أحمدا خير نبي قد بعث صلى عليه الله ما حجّ له ركب وحثّ
أخرج حديث قس وفيه شعره وخطبه أبو نعيم في الدلائل ص ١٠٣، والبيهقي في الدلائل ٢/١٠١-١١٣، والطبراني والبزار. (ر: المجمع ٩/٤١٩) ، وغيرهم عن ابن عباس وأنس بن مالك - رضي الله عنهم - في سياق طويل.
قال البيهقي: "وقد روي من وجه آخر عن الحسن البصري منقطعاً، وروي مختصراً من حديث سعد بن أبي وقاص وأبي هريرة، وإذا روى حديث من أوجه وإن كان بعضها ضعيفاً دَلَّ على أن للحديث أصلاً". اهـ.
وأورد أخباره ابن كثير، ثم قال: "وهذه الطرق على ضعفها كالمتعاضدة على إثبات أصل القصة". اهـ.
(ر: الإصابة ٥/٢٨٥، ٢٨٦، البداية ٢/٢٣٠-٢٣٧، الأعلام ٥/١٩٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>