للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وسعدى١ بنت كريز، وفاطمة ابنة النعمان٢، إلى ما سمع من الأصنام٣ ونطقت به هواتف الجان٤، ووجد مكتوباً على الحجارة المدفونة بالقلم الأوّل٥. إلى ما ظهر عند مولده من الآيات مما حكته


١ سعدي بنت كريز بن ربيعة بن عبد شمس العبشمية رضي الله عنها، خالة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت قد تكهنت لقومها، ذكر أبو سعد النيسابوري في كتاب شرف المصطفى من طريق محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان وهو الملقب بالديباج عن أبيه عن جده، قال: كان إسلام عثمان أنه ... ، فذكر قصة طويلة فيها -: أن خالته سعدى أخبرت عثمان ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم وتزوجه بابنته رقية فصدقها وكان ذلك سبب إسلامه، وفي ذلك تقول خالته سعدى:
هدى الله عثمان الصفي بقوله فأرشده والله يهدي إلى الحقّ
فبايع بالرأي السديد محمّداً وكان ابن أروى لا يصد عن الحقّ
وذكره الحافظ في الإصابة ٨/١٠٦، ١٠٧، في سياق طويل وسكت عن الخبر ونقله الخفاجي في نسيم ٣/٢٧٣، مختصراً.
٢ أخرجه ابن سعد ١/١٦٧، والبيهقي في الدلائل ٢/٢٦١، من طريق عاصم بن عمر ابن قتادة والزهري عن علي بن حسين - مرسلاً - قال: كانت امرأة في بني النجار يقال لها فاطمة بنت النعمان كان لها تابع من الجن فكان يأتيها، فأتاها حين هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فانقض على الحائط، فقالت: مالك لم تأت كما كنت تأتي؟ قال: قد جاء النبي الذي يُحَرِّم الزنا والخمر، وذكره السهيلي في الروض الأنف ٢/٢١٣، عن ابن إسحاق معلقاً.
٣ ومن ذلك ما سمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه - قبل إسلامه - من صارخ يقول: يا جليح أمر نجيح رجل فصيح يقول: لا إله إلاّ الله. أخرجه البخاري في كتاب المناقب. (ر: فتح الباري ٧/١٧٧) ، وقد ذكر ابن إسحاق. (ر: السيرة ١/٢٦٨-٢٦٩) ، والبيهقي في الدلائل ٢/٢٤٣-٢٦٠) ، وأبو نعيم في الدلائل ص ١١٥-١٢٢، والسيوطي في الخصائص ١/١٧٠-١٧٣، وغيرهم كثيراً مما سمعه المشركون من أجواف أصنامهم يقول إن أمرهم بطل بظهور الرسول صلى الله عليه وسلم ويأمرهم باتباعه.
٤ ومن ذلك سمعه سواد بن قارب رضي الله عنه وقد تقدم، وسماع ذياب بن الحارث هاتفاً يقول: يا ذياب يا ذياب اسمع العجاب بعث محمّد بالكتاب، وسماع ابن قرة الغطفاني هاتفاً يقول: جاء حقّ فسطع ودم باطل فانقمع، إلى غير ذلك. وللخرائطي كتاب (الهواتف) جمع فيه ذلك. وذكره أيضاً أبو نعيم في الدلائل ص ١٠٧-١١٤، والبيهقي في الدلائل٢/٢٤٨،٢٦١،والهيثمي في مجمع الزوائد٨/٢٤٦-٢٥٥، وابن كثير في البداية ٢/٣٣٢-٣٥٦، والسيوطي في الخصائص ١/١٧٣-١٨٢.
٥ وقد نقله المؤرخون في قصص كثيرة، منها: ما ورى عن طلحة رضي الله عنه، قال: وجد في البيت حجراً منقوراً في الهدمة الأولى، فدعي رجل فقرأه، فإذا فيه: عبدي المنتخب المتوكل المنيب المختار، مولده بمكة ومهاجره طيبة، لا يذهب حتى يقيم السنة العوجاء ويشهد أن لا إله إلاّ الله وأمته الحمادون ... ، ذكر ابن ظفر أنه وجد بالخط العبراني على حجر: باسمك اللهم جاء الحق من ربّك بلسان عربي مبين. لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله، وكتبه موسى بن عمران.
(ر: التاريخ الكبير١/١/٤٤٥، للبخاري، دلائل ٢/٦١، للبيهقي الخصائص ١/٦٢، ٦٣، للسيوطي، سبل الهدى والرشاد ١/١٠٣-١٠٧، ٥٠٧-٥٠٩، للصالحي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>