للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فوقع في نفسه منها، فقال: اللهم إنك جعلت بصري / (٢/١٨٠/ب) لي نعمة وقد خشيت أن يكون عليّ نقمة فاقبضه إليك. قال: فعمي. وكان ابن أخ له١ يقوده إلى المسجد فإذا استقبل الجدار اشتغل الصبي يلعب مع الصبيان فإن نابته نائبة حصب الصبي فأقبل إليه، فبينا هو ذات يوم صحوة في المسجد إذ أحس في بطنه بشيء فحصب الصبي فشغل الصبي مع الصبيان حتى خاف الشيخ على نفسه. فقال: اللهم كنت جعلت لي بصري نعمة فخشيت أن يكون علي نقمة فسألتك فقبضته إليك، وقد خشيت الآن الفضيحة فاردد عليّ بصري. فانصرف إلى منْزله بصيراً، بغير قائد. قال مالك: فرأيته أعمى ورأيته بصيراً صحيحاً٢.

- وحجّ٣ المنصور٤ سنة سبع وأربعين ومائة فلما قدم المدينة بعث إلى جفعر٥ بن محمّد وقال: أحضره إلي مُتعباً، قتلني الله إن لم أقتله.


١ في م: (لي) .
٢ ذكر هذه الكرامة ابن الجوزي في صفوة الصفوة ٢/١٣٤، ١٣٥.
٣ ذكره هذه الكرامة القاضي أبو علي المحسن بن عليّ التنوخي ت سنة ٣٨٤هـ، في كتابه الفرج بعد الشدة ١/٣١٨-٣٢٠، والذهبي سير أعلام النبلاء ٦/٢٦٦، كلاهما من طريق الفضل بن الربيع، قال: حجّ أبو جعفر المنصور ... ، فذكره في سياق طويل.
وقد أورد القاضي التنوخي هذا الخبر من وجهين مختلفين، أحدهما: من بعض الكتب بغير إسناد، والآخر: من طريق أبي الفرج الأصفهاني. (ر: الفرج ١/٣١٣-٣١٨) .
٤ عبد الله بن محمّد بن عليّ العباس، أبو جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين، ولي الخلافة بعد أخيه السفاح سنة ١٣٦هـ، وهو الذي بنى بغداد، مات بمكة محرماً بالحج سنة ١٥٨هـ. (ر: سير أعلام النبلاء ٧/٨٣، الجوهر الثمين ص٩١ لابن دقماق، البداية ١٠/١٢١، الأعلام ٤/١١٧) .
٥ جعفر بن محمّد الباقر بن عليّ زين العابدين الهاشمي القرشي، أبو عبد الله الملقب بالصادق، فقيه، إمام، صدوق، كان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر الصدّيق، فإن أمه هي أم فروة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصّدّيق، وأمها هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني أبو بكر الصّدّيق مرتين، ولد ومات بالمدينة سنة١٤٨هـ. (ر: سير أعلام النبلاء ٦/٢٥٥، التهذيب٢/١٠٣، التقريب١/١٣٢، حلية الأولياء٣/١٩٢، الأعلام٢/١٢٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>