للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

بمشيئتي بل بمشيئة من أرسلني"١. كما تقدم فهذا تعليم المسيح الذي دعا إليه وعلّمه، فمن أقام عليه فهو مؤمن بالمسيح، ومن راغمه فهو الضالّ المضل كما / (٢/١٨٣/ب) أخبر المسيح عليه السلام.

قال المؤلِّف - عفا الله عنه -:واعلم أنه لو جاز أن يتمسك بنهي عيسى في الإنجيل عن الأنبياء الكذبة في ردّ محمّد صلى الله عليه وسلم لجاز أن يتمسك بنهي موسى في التوراة عن الأنبياء الكذبة في ردّ عيسى، فقد قال الله في السفر الخامس من التوراة بعد ذكر النبي الصادق: "فأما الذي يقول ما لم آمره به ويدعو باسم آلهة أخرى فليقتل ذلك قتلاً فإنما يريد أن يضلكم عن الطريق - ثم قال -:إن أشكل عليكم معرفة ما لم أقله مما قلته فانظروا فإني لا أتم قول الكاذب ولا أكمل فعله، لأنه قال ما لم أقله وإن ما تَقَوَّله كذب وجرأة وصفاقة وجه، فلا تخافوه ولا تفزعوا منه"٢.

ولمّا لم يقدح ذلك في حقّ عيسى لم يقدح مثله من الإنجيل في حقّ محمّد صلى الله عليه وسلم.

فإن قيل: فمن هم الكذبة الذين ذكروا في توراة موسى وإنجيل عيسى؟

قلنا: لا يلزمنا بيانهم ولكنا نتبرع بذلك ونقول: قد نَجَمَ كذابون ونَبَغ متمحلون وقد أخبر بمجيئهم بطرس صاحب / (٢/١٨٤/أ) المسيح، فقال: "اعلموا أنه ما [جاءت] ٣ قط نبوة من مشيئة البشر بل من روح القدس سيق بها قوم عند الله مطهرون، وقد كانت أيضاً في الشعب أنبياء كذبة كما أنه


١ ورد النّصّ في نجيل متى ٦/٢٩، ٣٨، ٣٩، كالآتي: "هذا هو عمل الله أن تؤمنوا بالذي هو أرسله ... ، لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشية الذي أرسلني".
٢ تكوين ١٨/١٥-٢٢.
٣ في ص، م (خاب) والتصويب من النّصّ.

<<  <  ج: ص:  >  >>