وعن حقيقة شخصية مرقس يقول نينهام - أستاذ اللاهوت بجامعة لندن - في تفسير إنجيل مرقس ص ٣٩: "لم يوجد أحد بهذا الاسم عرف أنه كان على صلة وثيقة وعلاقة خاصة بيسوع، أو كانت له شهرة خاصة في اكنيسة الأولى ... ومن غير المؤكّد صحّة القول المأثور الذي يحدد مرقس كاتب الأنجيل بأنه يوحنا مرقس المذكور في أعمال الرسل ١٢/١٢، ٢٥، أو أنه مرقس المذكور في رسالة بطرس الأولى ٥/١٣ - ثم يقول: لقد كان من عادة الكنيسة أن تفترض أن جميع الأحداث التي ترتبط باسم فرد ورد ذكره في العهد الجديد، إنما ترجع جميعها إلى شخص واحد له هذا الاسم، ولكن عندما نتذكر أن اسم مرقس كان أكثر الأسماء اللاتينية شيوعاً في الإمبراطورية الرومانية ... فعندئذٍ نتحق من مقدار الشّكّ في تحديد الشخصية في هذه الحالة". اهـ. كما أن صاحب الأنجيل مجهول الهوية فإنه لا واسطة لتحقيق زمن كتابة الإنجيل، ولا دليل على مكان كتابته فقيل: رومية، وقيل: أنطاكية، وقيل: الإسكندرية. (ر: الكنْز الجليل ١/٦) . يضاف إلى ما سبق اعتقاد الكثير من المحقّقين أن خاتمة هذا الإنجيل ١٦/٩-٢٠، مؤلّف مضاف إليه، لأنها ليست موجودة في أقدم مخطوطتين كاملتين للأناجيل ويرجع تاريخها إلى القرن الرابع الميلادي، وقال وارد الكاثوليكي في كتابه: "صرح جيروم في كتبه أن بعض العلماء كانوا يشكّون في الإصحاح الأخير من إنجيل مرقس". (ر: دراسة الكتب المقدسة ص ٨٤-٨٧، المسيح في مصادر ص ٥٣، إظهار الحقّ ص ١٠٠، محاضرات في النصرانية ص ٤٦، ٤٧، محمّد أبو زهرة". ٢ إنجيل لوقا: اختلف الباحثون في شخصية لوقا، وفي صناعته، وفي القوم الذين كتب لهم إنجيله، ولا يعرف شيء عن زمن وكيفية موته، وإن كان الباحثون قد اتّفقوا على أن لوقا ليس من تلاميذ المسيح ولم يكن أحد السبعين الذين أرسلهم المسيح للتبشير، وإنما كان الصديق المخلص والمرافق لبولس. (ر: الكنْز الجليل ٢/١٣١، ١٣٢، قاموس ص ٨٢٢) . يضاف إلى ما سبق من الجهالة في شخصية لوقا، الخلاف في تاريخ تدوينه ما بين سنة ٥٣م إلى سنة ٦٤م، كما أن مقدمة إنجيله ١/١-٥ تثير عدة ملاحظات من أهمّها: أن هذا الإنجيل لم يكن إلهامياً، وإنما هو عبارة عن رسالة شخصية من لوقا إلى شخصية اسمها ثاوفيلس، وبأن كثيرين قد أخذا في تأليف أناجيل، اعتراف لوقا بأنه لم ير المسيح ولم يكن من تلاميذه. ويؤكّد بعض الباحثين تطرق الشّكّ إلى بعض إصحاحات وفقرات هذا الإنجيل، فقد صرح جيروم في كتبه أن بعض العلماء المتقدمين وبعض القدماء كانوا يشكّون في بعض الآيات من الإصحاح (٢٢) من إنجيل لوقا، وبعض القدماء كانوا يشكّون في الإصحاحين الأولين من هذا الإنجيل، إذ إنهما لم يكونا في نسخة فرقة مارسيوني. وأخيراً ما نقل عن اتّفاق المؤرخين المسيحين بان لوقا كبت إنجيل بإرشاد بولس، ولا يخفى على أحد الدور الخطير الذي لعبه بولس في انحراف النصرانية وتحويلها إلى ديانة وثنية شركية!!!. (ر: دراسة الكتب المقدسة ص ٨٧، ٨٨، محاضرات في النصرانية ص ٤٨، ٤٩، الأسفار المقدسة، د. عليّ وافي ص ٨٥-٨٨، إظهار الحقّ ص ١٠٠، المسيح في مصادر ص ٦٣) .