واشتق منها الفعل أهل البصرة ... وذا الذي به تليق النصرة
إذ كل فرع فيه ما في الأصل ... وليس في المصدر ما في الفعل
هـ- التمثيل للأحكام المختلفة:
قال ابن مالك:
قول مفيد طلبًا أو خبرًا ... هو الكلام كـ استمع وسترى
ومن قبله ابن معط:
اللفظ إن يفد هو الكلام ... نحو مضى القوم وهم كرام
و- مراعاة السهولة والوضوح. وهو أمر حرص عليه المؤلفان -رحمهما الله- حتى إن أكثر أبيات "الكافية الشافية" لابن مالك و "الدرة الألفية" لابن معط لا تحتاج إلى أدنى شرح.
ومن هنا يظهر بجلاء أن ابن مالك في "الكافية الشافية" مقلد ومتابع، وإن كان في أرجوزته ما تتميز به عما نظمه ابن معط، فلا يعدو إلا أن يكون في كثرة المعلومات التي تضمنتها، وفي عدد الأبيات التي اشتملت عليها، وفي محاولات واضحة للترتيب والتبويب، والتنظيم والتنسيق.
لذلك فاقت ألفية ابن مالك ألفية ابن معط بحق وجدارة حين جمع فيها خلاصة ما أورده في الكافية الشافية.
لكن يبقى -على الدوام- لألفية ابن معط مميزاتها التي لا يمكن إنكارها، والتي تتمثل في سلاسة الأسلوب، وسهولة التعبير، والرفق في التناول، وإشراق المعنى، وروعة الأداء.