(٢) قال سيبويه في الكتاب ١/ ١٥٨: "باب ما جرى من الأسماء مجرى المصادر التي يدعى بها. وذلك قولك "تربا" و"جندلا" وما أشبه هذا. فإن أدخلت "لك فقلت: "تربالك" فإن تفسيرها كأنه قال: "ألزمك الله وأطعمك الله تربا وجندلا" وما أشبه هذا من الفعل. فاختزل الفعل ههنا لأنهم جعلوه بدلا من قولك: "تربت يداك وجندلت" (٣) ع وك "وغيره تكلف". (٤) قال المبرد في المقتضب ٣/ ٢٢٢: "مما يدعى به أسماء ليست من الفعل، ولكنها مفعولات، وذلك وقولك "تربا" "وجندلا" إنما تريد: أطعمه الله، ولقاه الله ونحو ذلك فإن أخبرت أنه مما قد ثبت رفعت قال الشاعر: لقد ألب الواشون البا لبينهم ... فترب لأفواه الوشاة وجندل (٥) قال الزمخشري في المفصل: "وقد تجري أسماء غير مصادر ذلك المجرى، وهي على ضربين: جواهر نحو قولهم "تربا" و"جندلا" و"فاها لفيك". وصفات نحو قولهم "هنيئا مريئا" و"عائذا بك" و"أقائما وقد قعد الناس" و"أقاعدا وقد سار الركب؟ " قال ابن يعيش ١/ ١٢٢: أجروا أشياء من الجواهر غير المصادر مجراها فنصبوها نصبها على سبيل الدعاء، وذلك نحو قولهم: "تربالك وجندلا"ومعناه ألزمك أو أطعمك تربا أي: ترابا وجندلا أي: صخرا. واختزل الفعل هنا لأنهم جعلوه بدلا من قولك: "تربت يداك وجندلت".