للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد روي عن بعض العرب (١) النصب بعد: كيف و"ما" الاستفهامية على إضمار "كان" نحو: "ما أنت والكلام فيما لا يعنيك؟ " و"كيف أنت وقصعة من ثريد؟ " (٢).

ومنه قول أسامة الهذلي (٣):

(٣٥٥) - وما أنت والسير في متلف ... يبرح بالذكر الضابط

وأنشد سيبويه للراعي (٤):


(١) قال سيبويه ١/ ١٥٣:
"وزعموا أن ناسا من العرب يقولون: "كيف أنت وزيدا" و"ما أنت وزيدا" وهو قليل. ولم يحملوا الكلام على "ما" ولا "كيف" ولكنهم حملوه على الفعل على شيء لو ظهر حتى يلفظوا به لم ينقض ما أرادوا من المعنى حين حملوا الكلام على "ما" و"كيف" كأنه قال: كيف تكون وقصعة من ثريد، وما كنت وزيدا لأن كنت وتكون يقعان هنا كثيرا ولا ينقضان ما تريد من معنى الحديث".
(٢) الأولى أن يتقدم هذا المثال على الذي قبله ليتفق مع ترتيب المصنف، وليتصل الكلام بما بعده: "ما أنت والكلام" "ما أنت والسير".
(٣) في الأصل "قول الشاعر".
٣٥٥ - رواية ديوان الهذليين ٢/ ١٩٥ وشرح الدرة لابن الخباز ٤٦ ورواية سيبويه ١/ ١٥٣ فما أنا والسير.
المتلف: المهلك. يبرح: يجهد وروى يعبر بالذكر: أي يحمله على ما يكره. الذكر الضابط: البعير العظيم.
(٤) قال سيبويه ١/ ١٥٤:
"وزعموا أن الراعي كان ينشد هذا البيت نصبا.
أزمان قومي والجماعة كالذي ... منع الرحالة أن تميل مميلا
كأنه قال: أزمان كان قومي والجماعة.
فحملوه على "كان" لأنها تقع في هذا الموضع كثيرا، ولا تنقض ما أرادوا من المعنى. حين يحملون الكلام على ما يرفع، فكأنه إذ قال: أزمان قومي، كان معناه: أزمان كانوا قومي والجماعة كالذي".

<<  <  ج: ص:  >  >>