للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ضعف لأن العطف على ضمير الرفع المتصل لا يحسن، ولا يقوى إلا بعد توكيد أو ما يقوم مقامه.

فلما ضعف العطف رجح النصب؛ لأن فيه سلامة من ارتكاب وجه ضعيف للناطق عنه مندوحة.

ومثال ما يجب فيه النصب لعدم جواز العطف: "مالك وزيدا" فـ"زيدا" (١) هنا واجب النصب؛ لأن عطفة على الكاف لا يجوز إذ لا يعطف على ضمير الجر إلا بإعادة الجار.

فإن جر على إضمار جار آخر مدلول عليه بالسابق جاز ووجه بما وجهت به قراءة حمزة (٢): "واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحامِ" (٣). أي: وبالأرحام.


(١) ع ك هـ "فزيد".
(٢) أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات الكوفي أحد الأئمة السبعة توفي ١٢٧ هـ.
(٣) من الآية رقم "١" من سورة "النساء".
قرأ حمزة بخفض الميم عطفا على الضمير المجرور في "به" على مذهب الكوفيين أو على إعادة الجار وحذفه للعلم به كما رأى المصنف وجر على القسم تعظيما للأرحام حثا على صلتها.
ووافقه على هذه القراءة المطوعي.
وقرأ باقي السبعة بالنصب على العطف على لفظ الجلالة، أو على محل به، وهو من عطف الخاص على العام، إذ المعنى: اتقوا مخالفته وقطع الأرحام مندرج فيها فنبه سبحانه وتعالى بذلك، وبقرنها باسمه تعالى على أن صلتها بمكان منه.
وقرأ "وبالأرحام" ابن مسعود والأعمش.
المحتسب ١/ ١٧٩، مختصر ابن خالويه ٢٤، إتحاف فضلاء البشر ١٨٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>