(٢) قال سيبويه في الكتاب ١/ ١٠٥: "وقد جاء من الفعل ما قد أنفذ إلى مفعول، ولم يقو قوة غيره مما قد تعدي إلى مفعول، وذلك قولك: "امتلأت ماء" "وتفقأت شحما". ولا تقول: امتلأت، ولا تفقأته، ولا يعمل في غيره من المعارف. ولا يقدم المفعول فيه فتقول: ماء امتلأت، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفة المشبهة ولا في هذه الأسماء؛ لأنها ليست كالفاعل. وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول، وإنما هو بمنزلة الانفعال لا يتعدى إلى مفعول نحو: "كسرته فانكسر" و"دفعته فاندفع". فهذا النحو: إنما يكون في نفسه ولا يقع على شيء فصار "امتلأت" من هذا الضرب كأنك قلت: ملأني فامتلأت، ومثله دحرجته فتدحرج. وإنما أصله امتلأت من الماء، وتفقأت من الشحم، فحذف هذا استخفافا".