للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من ذاك "ماء" بعد "تحلبا" ... و"نفسا" الذ بـ"يطيب" (١) انتصبا

"ش": عامل التمييز ما قبله من المبهمات المفتقرة إليه. ولا يتقدم على شيء منها إذا كان غير فعل كـ"عشرين درهما"، أو فعلا غير متصرف نحو: "نعم رجلا زيد".

فإن كان الفعل متصرفا، فمذهب سيبويه (٢) منع التقديم أيضا نظرا إلى أنه في الأصل فاعل وقد أوهن بزوال رفعه، وإلحاقه لفظا بالفضلات، فلا يزاد وهنا بتقديمه على الفعل.


(١) في الأصل "تطيب" وفي باقي النسخ "يطيب".
(٢) قال سيبويه في الكتاب ١/ ١٠٥:
"وقد جاء من الفعل ما قد أنفذ إلى مفعول، ولم يقو قوة غيره مما قد تعدي إلى مفعول، وذلك قولك: "امتلأت ماء" "وتفقأت شحما".
ولا تقول: امتلأت، ولا تفقأته، ولا يعمل في غيره من المعارف.
ولا يقدم المفعول فيه فتقول: ماء امتلأت، كما لا يقدم المفعول فيه في الصفة المشبهة ولا في هذه الأسماء؛ لأنها ليست كالفاعل.
وذلك لأنه فعل لا يتعدى إلى مفعول، وإنما هو بمنزلة الانفعال لا يتعدى إلى مفعول نحو: "كسرته فانكسر" و"دفعته فاندفع".
فهذا النحو: إنما يكون في نفسه ولا يقع على شيء فصار "امتلأت" من هذا الضرب كأنك قلت: ملأني فامتلأت، ومثله دحرجته فتدحرج.
وإنما أصله امتلأت من الماء، وتفقأت من الشحم، فحذف هذا استخفافا".

<<  <  ج: ص:  >  >>