و (الثالث) : أن فيه عباد بن سعيد، قال الذهبي في الميزان: عباد بن سعيد بصري مقل روى عن مبشر، لا شي. اهـ. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات قاله الحافظ ابن حجر والهيثمي، ولكن هذا التوثيق لا يعارض قول الذهبي: لا شيء، فإن ابن حبان معروف بالاحتجاج بمن لا يعرف كما تقدم.
قال ابن عبد الهادي في (الصارم المنكي) : وقد علم أن ابن حبان ذكر في هذا الكتاب الذي جمعه في الثقات عدداً وخلقاً عظيماً من المجهولين الذين لا يعرف هو ولا غيره أحوالهم، وقد صرح ابن حبان بذلك في غير موضع من هذا الكتاب فقال في الطبقة الثالثة: سهل يروى عن شداد بن الهادى، روى عنه أبو يعقوب، ولست أعرفه ولا أدري من أبوه، هكذا ذكر هذا الرجل في كتاب الثقات، ونص على أنه لا يعرفه. وقال أيضاً: حنظلة شيخ يروى المراسيل لا أدري من هو؟ روى ابن المبارك عن إبراهيم بن حنظلة عن أبيه، هكذا ذكره لم نرو١. وقال أيضاً. الحسن أبو عبد الله شيخ يروى المراسيل، روى عنه أيوب النجار لا أدري من هو ولا ابن من هو؟ وقال أيضاً: جميل شيخ يروى عن أبي المليح بن أسامة يروي عنه عبد الله ابن عون لا أدري من هو ولا ابن من هو؟
وقد ذكر ابن حبان في هذا الكتاب خلقاً كثيراً من هذا النمط، وطريقه فيه أن يذكر من لم يعرفه بجرح وإن كان مجهولاً لم يعرف حاله. وينبغي أن يتنبه لهذا ويعرف أن توثيق ابن حبان للرجل بمجرد ذكره في هذا الكتاب من أدنى درجات التوثيق. اهـ.
وليعلم أن الحديث روي من طريق أخر عن عائشة أشار إليها الحافظ، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الركعتين قبل الفجر ثم يقول: "اللهم رب جبرائيل وميكائيل ورب إسرافيل ورب محمد، أعوذ بك من النار". ثم يخرج إلى الصلاة، رواه أبو يعلي، وفيه عبيد الله بن أبي حميد وهو متروك كذا في مجمع الزوائد، قال