أقول: لفظ المشكاة هكذا: وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم" رواه مسلم. ولفظ المصابيح هكذا وقال "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم" رواه أبو هريرة.
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هانئ عن أبي عثمان مسلم بن يسار عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم".
ومن حديث شراحيل بن يزيد يقول: أخبرني مسلم بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتنونكم" اهـ.
والمقصود من نقل هذه العبارات أن ما نقله المؤلف من المشكاة لا يوافق المشكاة ولا المصابيح ولا ما أخرجه مسلم، على أن الشيخ وأتباعه لا يتصور كونهم مصاديق هذه الأحاديث، فإن المراد في الحديث قوم يتحدثون بالأحاديث الكاذبة ويبتدعون أحكاماً باطلة واعتقادات فاسدة، والشيخ وأتباعه برآء من التحديث بالأحاديث الكاذبة وابتداع الأحكام الباطلة والاعتقادات الفاسدة، بل هم على طريقة السلف الصالح كما تشهد له رسائل الشيخ وأتباعه١.
قوله: وأنزل الله في بني تميم {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ} .
أقول: نزل هذا في جفاة بني تميم، وهذا لا يقتضي ذم بني تميم كلهم، وقد ورد في ثنائهم ما ورد وقد ذكر فيما تقدم.
قوله: وأنزل الله فيهم {لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} .
١ ولكن كتاب الشيخ دحلان هذا يشهد عليه بأنه من هؤلاء الدجالين الذين يحدثون الناس بما لم يسمعوا هم ولا آباؤهم الذين دونوا لهم كتب السنة، وهو نفسه يعترف ببعضه أنه لم يعرف له راو. وكتبه محمد رشيد رضا.