للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والورع قال الجنيد ما رأيت أعبد من السري وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين ومائتين أتت عليه ٩٨ سنة ما رؤى مضطجعا إلا في علة الموت وقال أبو بكر الحربي سمعت السري يقول حمدت الله مرة فأنا استغفر الله من ذلك الحمد منذ ثلاثين سنة كان لي دكان فيها متاع فاحترق السوق فقال لي رجل سلم دكانك فقلت الحمد لله ثم فكرت فندمت وقيل كان بدؤ أمره أنه رأى جارية سقط منها أناء فانكسر فبكت فأخذ من دكأنه إناء فأعطاها فرآه معروف الكرخي فقال له بغض الله إليك الدنيا قال السري فكل ما أنا فيه من بركة دعاء معروف وقال الجنيد سمعت السري يقول اشتهى أن آكل أكلة ليس علي لله فيها تبعة ولا لمخلوق علي فيها منه فلم أجد لذلك سبيلا قال وقلت له عند وفاته أوصني فقال لا تصحب الأشرار ولا تشغل عن الله بمصاحبة الأخيار قال السلمي كان أول من أظهر ببغداد لسان التوحيد وتكلم في الحقائق والإشارات ومناقبه كثيرة وإنما ذكرته تبعا للمصنف في ذكر أمثاله كالحارث المحاسبي وذي النون فقرأت في كتاب الحروف ليعقوب بن الحنبلي من تلامذة أبي يعلى بن الفراء أن أحمد بن حنبل بلغه أن السري قال لما خلق الله الخلق سجدت الألف وقال لا اسجد حتى أومر فقال أحمد هذا كفر مات السري في رمضان سنة ثلاث وخمسين ومائتين وقيل سنة إحدى وقيل سنة تسع رحمه الله تعإلى.

<<  <  ج: ص:  >  >>