ذلك إلى الملوك حتى ولانى عبد العزيز بن يوسف خزانة كتبه فأصبت فيها خطوط العلماء وأصولهم التي استأثروا بها لأنفسهم دون الناس إذ لا بد لكل عالم من اثيرة ومجموعة لخاصته غير ما يدعيها للطلبة عنده وجدت في هذا الكتاب عن أبي بكر بن إبراهيم بن شاذان وأبي بكر بن مالك القطيعي وأبي عمر بن محمد الأزرق والحسين بن المنذر الأصبهاني قاضي حصن مهدي وأبي الفتح المراغي وأبي جعفر محمد بن عيسى الترجماني المقري بالكرخ وغيرهم ومن مناكير ما أتى به فيه من الحكايات أنه قال كابرني في الحفظ ذات يوم بحضرة فناخسر وأبي شجاع يعنى عضد الدولة رجل يعرف بقرموطه وكان حفظه للغة وكان بين يديه في النوبة فرس كان يسميه السماك فقلت أحفظنا للغة من قام إلى هذا الفرس فجعل أصبعه على كل عضو منه ومفصل سماه من أسفله إلى أعلاه وسمته ذلك فجبن عنه فأمرني أبو شجاع بذلك ففعلت فازددت عنده حظوة قلت وهذه الحكاية مشهورة للأصمعي مع أبي عبيدة وحكي فيه عن أبي سعيد عن الأخفش عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال كان يغشى مجلسي أبو محلم يقعد حجرة من المسجد لا يتكلم وينصرف آخر النهار فلما طال ذلك قلت له ما أراك يا فتى تخطى في مجلسنا هذا بشيء ذلك تغشانا أشهرا قال يا أبا عبد الله ما يغيب عن حفظي مما يجرى شيء قلت أعد علي منه شيئا قال فأخذ يعيد علي أوائل المجالس من أول حضوره إلى حيث انتهى به اليوم وكثر عجبى من ذلك فقلت روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يولد في رأس كل أربعين سنة من يحفظ كل شيء سمعه وأراك ذاك قال أنا ذاك قلت وهذا الحديث لا أصل له وإنما ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل من كلام الزهري ولم يصح أيضا عن الزهري فأنه ذكره في ترجمة الوليد بن عبيد الله فقال روى عثمان ابن رجاء عن محمد بن بشير بن مروان الكندي عن