فيها عدة مقاطيع شعر وقال في آخرها إن الأمير علي بن سليمان الهاشمي قال للطفيلي مثلك لا يكون طفيليا بل الطفيلي من تأكل أنت طعامه إلى غير ذلك من الهذر والحكاية المذكورة معروفة لنصر بن علي الجهضمي فذكر هذا الخطيب وغيره بالسند الصحيح إليه والحديث عنده عن درست بن زياد عن أب أن ابن طارق ثم قال ما استحي صاعد أن ينسب الكلام المروي عن علي بن الجعد في حق بن عمر إلى هذا الطفيلي ومن تدبر الحكاية عرف أنها ملفقة وأحسن أمره عندي أنه كان يكتب من حفظه ويتساهل وقد ذكر الحميدي في ترجمته أنه كان أصله من الموصل وأنه دخل الأندلس في أيام المنصور بن أبي عامر في حدود الثمانين وثلاث مائة وكان عالما باللغة والأدب طيب المعاشرة فكه المجالسة فأكرمه المنصور وروى عنه من القدماء أبو محمد بن حزم وأبو مرو أن ابن حيان وغيرهما وقال الحميدي كان المنصور كثيرا ما يستغرب الألفاظ ويسأل صاعدا عنها فيجيب في الحال وفي بعض يظهر صدقه فمن ذلك أن عاملا للمنصور يسمى ميرم أن ابن يزيد كتب إليه بذكر القلب والترسل وهما أمران متعلقان بإصلاح الأرض عند إرادة زراعتها فقال له يا أبا العلاء هل تعرف كتاب القوالب والرواكب لميرم أن ابن يزيد قال أي والله يا مولاي رأيته ببغداد في نسخة لأبي بكر بن دريد بخط كآكارع النمل فقال له أما تستحيى من هذا الكذب هذا كتاب عاملي فجعل يحلف أنه ما كذب وقدم إليه طبق تمر فقال له ما هو التمر كل قال تمر كل الرجل تمر كلا إذا التف في لسانه قال ويحكى عنه من هذا أشياء وأرخ وفاته في سنة س سبع وأربع مائة بصقلية.
[٦٦٤]"صاعد" بن مسلم وقيل بن محمد أبو العلاء عن الشعبي وغيره ضعفه أبو زرعة