للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الربعي كان بن حزم أجمع أهل الأندلس كلهم لعلوم الإسلام وأشبعهم معرفة وله مع ذلك توسع في علم البيان وحظ من البلاغة ومعرفة بالسير والأنساب أخبرني ولده أنه اجتمع عنده بخط أبيه من تواليفه مجلد يحتوي على نوح ثمانين ألف ورقة وأربعمائة وكان أبوه وزر للمنصور بن أبي عامر ثم للمظفر بن المنصور ثم وزر هو للمستظهر بن المؤيد ثم ترك وقال الحميدي كان حافظا للحديث مستنبطا للأحكام من الكتاب والسنة متفننا في علوم جمة عاملا بعلمه ما رأينا مثله فيما اجتمع له من الذكاء وسرعة الحفظ والتدين وكرم النفس وكان له في الأثر باع واسع وما رأيت من يقول الشعر أسرع منه وقد جمعت شعره على حروف المعجم وقد تتبع أغلاطه في إلاستدلال والنظر عبد الحق بن عبد الله الأنصاري في كتاب سماه الرد على المحلي وقال الشعر المورخ الغافقي كان محفوظه البحر العجاج ولقد حفظ على المسلمين علومهم رادا على أهل كل دين وألف الملل والنحل حدثني عمر بن واجب قال كنا بإشبيلية تدرس الفقه فدخل أبو محمد فسمع ثم سأل عن شيء من الفقه فأحببت فاعترض فقيل له ليس هذا من مسجلاتك فقام وقعد ودخل منزله وحلف فما كان بعد أشهر قريبة حتى قصدنا إلى ذلك الموضع فناظره أحسن مناظرة قلت وكان ذلك جرى له بعد القصة التي ذكرها عبد الله ابن محمد بن العربي والد القاضي أبي بكر فإنه حكى أن ابن حزم ذكر له أنه شهد جنازة فدخل المسجد فجلس قبل أن يصلي فقيل له قم فصل تحية المسجد ففعل ثم حضر أخرى فبدأ بالصلاة فقيل له اجلس ليس هذا وقت صلاة وكان بعد العصر فحصل له خزي فقال للذي رباه دلني على دار الفقيه فقصده وقرأ عليه الموطأ ثم جد في طلب العلم بعد ذلك إلى أن صار منه ما صار ولم يزل مستظهرا إلى أن قدم أبو الوليد الباجي من العراق وقد توسع في علوم

<<  <  ج: ص:  >  >>