أبو عبد الله محمد بن أبي هريرة وابن عمته أبو محمد عبد القادر بن محمد بن علي فيما شافهاني به بدمشق غير مرة في آخرين عن المؤلف قال.
الحمد لله الحكم العدل العلي الكبير اللطيف الخبير الماجد البصير الذي خلق كل شيء فأحسن التقدير ودبر الخلائق فاكمل التدبير وقضى بحكمته على العباد بالسعادة والشقاوة فريق في الجنة وفريق في السعير وأرسل رسله الكرام بأصدق الكلام وأبين التحرير وختمهم بالسيد أبي القاسم البشير النذير السراج المنير فأرسله رحمة للعالمين وصير أمته خير امة أخرجت للناس فيا حبذا التصيير وجعل فيهم أئمة ونقادا يدققون في النقير والقطمير ويتبصرون في حفظ آثار نبيهم أتم التبصير ويتعوذون بالله من الهوى والتقصير ويتكلمون في مراتب الرجال وتقرير أحوالهم من الصدق والكذب والقوة والضعف أحسن تقرير واشهد ان لا اله الا الله شهادة ادخرها لسؤال منكر ونكير واردفها بشهادة ان محمدا عبده ورسوله خير نبي واصدق نذير صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أولي العزم والتشمير.
اما بعد هدانا الله وسددنا ووفقنا لطاعته فهذا كتاب جليل مبسوط في إيضاح نقلة العلم النبوي وحملة الآثار ألفته بعد كتابي المنعوت بالمغني وطولت العبارة وفيه أسماء عدة من الرواة زائدا على من في المغني زدت معظمهم من الكتاب الحافل المذيل على الكامل لابن عدي وقد ألف الحفاظ مصنفات جمة في الجرح والتعديل ما بين اختصار وتطويل فأول من جمع كلامه في ذلك الامام الذي قال فيه أحمد بن حنبل ما رأيت بعيني مثل يحيى بن سعيد القطان وتكلم في ذلك بعده تلامذته يحيى بن معين وعلي بن المديني وأحمد بن حنبل وعمرو بن علي الفلاس وأبو خيثمة وتلامذتهم مثل أبي زرعة وأبي حاتم