للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأنصاري ما ولي القضاء من لدن عمر رضى الله تعالى عنه إلى اليوم أعلم من إسماعيل بن حماد قيل ولا الحسن البصري قال ولا الحسن وقال أبو العينادس الأنصاري إنسانا يسأل إسماعيل لما ولي قضاء البصرة فقال ابقى الله القاضي رجل قال لامرأته فقطع عليه إسماعيل فقال قل للذي دسك أن القضاة لا تفتي وقال صالح جزرة ليس بثقة انتهى وكذا قال مطين وهو من دعاة المأمون في المحنة بخلق القرآن وكان يقول في دار المأمون هو ديني ودين أبي وجدي وكذب عليهما قال الطبري ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا إسحاق بن إبراهيم البغوي بن عم أحمد بن منيع أخبرني أبو عثمان سعيد بن صبيح أخبرني أبو عمر والشيباني قال لما ولي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة مضيت حتى دخلت عليه فقلت بلغني أنك تقول القرآن كلام الله وهو مخلوق قال هذا ديني ودين آبائي وذكره السبط في المرآة فقال كان عالما زاهدا وكان المأمون يثني عليه وكان ولي قضاء الجانب الشرقي سنة أربع وتسعين ومائة وولي قضاء البصرة بعد يحيى بن أكثم ثم صرف فقيل له عففت عن أموالنا فقال وعن أبنائكم يعرض بيحيى قال يوسف في المرأة وكان إسماعيل بن حماد ثقة صدوقا لم يغمزه سوى الخطيب فذكر المقالة في القرآن قال السبط إنما قاله تقية كغيره ومات سنة اثنتي عشرة ومائتين قلت قد غمزه من هو أعلم به من الخطيب١ فبطل الحصر الذي ادعاه.


١ وكذا وثقه ووصفه بالدين والزهد والعبادة ووفور العلم من هو أعلم من الذي غمزه وليس الغمز من الغامز مختصا به بل صار متوارثا له فإن ابن عدي حكم على أبيه وجده أيضا بالضعف ورد على ابن عدي من هو أعلم منه وقال على تضعيفه إياهم إن ابن عدي أحق أن يضعف وأما القول بخلق القرآن فلم يسلم منه كبار المحدثين أيضا مثل ابن المديني عمدة مشايخ محمد بن اسماعيل البخاري وغيره وقصته ابن المديني مستوفاة في كتب التاريخ وارجال وعذره أيضا مذكور فيها أنه قال خفت أن أقتل ولو ضربت سوطا واحدا لمت وقال شيئا نحو هذا فالعجب كل العجب يقبل هذا العذر من ابن المديني ولا يجعل قوله بخلق القرآن والتزامه مجلس القاضي أبي داود المعتزلي واقتداؤه به في الصلاة ومجانية الإمام أحمد وأصحابه المتفقين معه على إنكار خلق القرآن قادحا في توثيقه وأمانته وجلالته ولا يقبل هذا العذر من اسماعيل بن حماد وأمثاله بل يجعل ضعفه ساريا إلى أبيه وجده ولكن حب الشيء يعمي ويصم فإن الغامزين لايبالون بما صدر عن كبرائهم وإن كان أعظم من الجبل وأضر من القتل ويطعنون على من خالفوهم بأقل الأقل بل على الإحتمالات والظنون التي ليس لها الأصل ولا يلاحظون أن الظن لايغني من الحق شيئا- إن بعض الظن إثم – وإياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث عندالله عز وجل والله أعلم وعلمه أتم – الحسن النعماني احد عقائد الإمام الأعظم أبي حنيفة العمان عليه وعلى أولاده الفقهاء الصلحاء وعلى أصحابه وأتباعه العلماء الكبراء رضوان الله الرحيم الرحمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>