للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأن اسم الله غير مخلوق، ومن حلف بالكعبة أو بالصّفا أو المروة فليس عليه كفَّارة لأنه مخلوق وذلك غير مخلوق"١ يعني أسماء الله.

٥- أن أسماء الله مشتقةٌ من صفاته، وصفاته قديمةٌ به، فأسماؤها غير مخلوقة٢.

وروي عن ابن عباس أنه لما شئل، عن قوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً} ٣، {غَفُوراً رَحِيماً} ٤ قال: "هو سمَّى نفسه بذلك، وهو لم يزل كذلك".

فأثبت قدم معاني أسمائه الحسنى، وأنه هو الذي سمَّى نفسه بها٥.

والربُّ تعالى يُشتَقُّ له من أوصافه وأفعاله أسماءٌ، ولا يُشتَقُّ له من مخلوقاته، وكل اسم من أسمائه فهو مشتق من صفة من صفاته، أو فعل قائم به، فلو كان يُشتق له اسمٌ باعتبار المخلوق المنفصل لسُمِّي متكوِّنًا أو متحرِّكا، وساكنا، وطويلا، وأبيض وغير ذلك؛ لأنه خالق هذه الصفات، فلما لم يُطلق عليه اسم من ذلك مع أنه خالقه عُلم أنما يشتق أسماءه من أفعاله وأوصافه القائمة به، وهو سبحانه لا يتصف بما هو مخلوقٌ منفصلٌ عنه، ولا يتسمَّى باسمه٦

والذين خالفوا أهل السنة في هذه المسألة فريقان:


١ شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٢/ ٢١١
٢ شفاء العليل ص ٢٧٧.
٣ الآية ١٥٨ من سورة النساء
٤ الآية ٩٦ من سورة النساء
٥ مجموع الفتاوى ٦/ ٢٠٥.
٦ شفاء العليل ص ا ٢٧.

<<  <   >  >>