[المبحث الرابع: جهود أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى]
[المطلب الأول: نماذج لاجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى]
...
المطلب الأوّل: نماذج لاجتهادات أهل العلم في جمع الأسماء الحسنى
إذا تبيّن أن الروايات في عدّ الأسماء ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فإن الحقيقة التي يجب أن تُقرَّرفي هذا المقام أنّ جميع ماورد من جمع للأسماء الحسنى إنّماهو من اجتهاد أهل العلم من خلال استقرائهم للنّصوص، والملاحظ على تلك الاجتهادات ما يلي:
ا- اقتصار الأغلب في جمعهم على عدّ تسعةٍ وتسعين اسمًا من أسماء الله الحسنى، ولعلّ المقصود من هذا التّقيّد هوتحصيل الفضل الوارد في الحديث، إذ الفضل قد ورد فيمن أحصى هذا القدر من أسماء الله.
٢- الاقتصار كذلك على تتبُّع تلك الأسماء في سور القرآن الكريم فقط دون الرُّجوع إلى السنة الصَّحيحة، ولعل السَّبب يرجع في ذلك إلى صعوبة تتبُّع ما ورد في السنة؛ إذ أنّه يحتاج إلى جهدٍ في الاستقصاء، مع ملاحظة أن غالب من يعتني بعدّ الأسماء يقتصرعلى عدٍّ تسعةٍ وتسعين- كما أسلفنا- لتحصيل فضل ما ورد في الحديث، وبما أنهم يستخرجون ذلك العدد من القرآن فإنهم يكتفون بذلك.
٣- الاختلاف في العدٍّ بين جمع وآخر، ويندر أن تجد اتِّفاقا كليًّا بين جمعين؛ لأن الاستقراء قد يختلف من شخص لآخر، وكذلك الضابط في تعيين ما ينطبق عليه شرط الاسم قد يختلف, فهناك من يتوسَّع وهناك من يتقيّد بشروط معيّنة بحسب ما وصل إليه اجتهاد كلِّ واحد منهم.