للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وباعتبار آحاد الكلام صفة فعلية؛ لأن الكلام يتعلق بمشيئته تعالى متى شاء وبما شاء١.

٢- قول الجهمية والمعتزلة:

يقولون: إن الله تعالى لا يقوم به شيءٌ من الصفات: لا حياة ولا علم، ولا قدرة، ولا كلام، ولا غير ذلك، وإن كلامه مخلوق، ومن بعض مخلوقاته، خلقه كما خلق السموات والأرض. خارجا عن ذاته، وأنه خلقه في بعض الأجسام، وابتداؤه من ذلك الجسم لا من لله٢.

وهذا المذهب هو من فروع ذلك الأصل الباطل المخالف لجميع كتب الله ورسله، ولصريح المعقول والفطر، من جحد صفات الرب وتعطيل حقائق أسمائه ونفي قيام الأفعال به، فلما أصَّلوا أنه لا يقوم به وصفٌ ولا فعلٌ، كان من فروع هذا الأصل أنه لم يتكلم بالقرآن ولا بغيره، وأن القرآن مخلوق٣، وأن أسماءه مخلوقةٌ.

٣- قول الكلابية:

إن كلام الله معنى قائم بالنفس، وهو الكلام النفسي، وهو قديم بقِدَمِه تعالى، ولازم لذاته كلزوم الحياة والعلم، غير متعلق بمشيئته وقدرته، وأنه لا يسمَع على الحقيقة، والحروف والأصوات حكايةٌ له دالةٌ عليه، وهي مخلوقةٌ٤.


١ مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ٢٩٣، شرح العقيدة الطحاوية ص ١٨٠، العقيدة السلفية في كلام ربِّ البرية ص ٦٣
٢ مختصر الصواعق المرسلة ٢/ ٢٨٨، ٢٨٩، شرح العقيدة الطحاوية ص ١٨٠، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص ٢٧٧
٣ مختصر الصواعق ٢/ ٢٩٠.
٤ مختصر الصواعق ٢/٢٩٠، ٢٩١، شرح الطحاوية ص ١٨٠، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص ٧.

<<  <   >  >>