للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالعرب تفرق بين الاسم والمسمى، وهؤلاء يقولون باتحاد الاسم والمسمى.

ف "زيد" اسم علم بلا نزاع، فإذا سٌمِّي أحد به لم يكن هو عين المسمى، إنما هو اللفظ الدال عليه، وإطلاق هذا اللفظ على زيد هوتسميته به١.

فهم ادعوا أن لفظ الاسم الذي هو "ألف- سين- ميم": هو في الأصل ذات الشيء، ولكن التسمية سٌمِّيت اسما لدلالتها على ذات الشيء، تسمية للدال باسم المدلول، كتسمية المقدور قدرة.

وليس الأمر كذلك، بل التسمية مصدر سمى يسمي تسمية، والتسمية: نطق بالاسم وتكلم به، ليست هي الاسم نفسه، وأسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها، وليست هي أعيان الأشياء، وأما تسمية المقدور قدرة فهو من باب تسمية المفعول باسم المصدر، وهذا كثيرٌ شائع في اللغة، كقولهم للمخلوق: خلق، وقولهم: درهم ضرب الأمير، أي: مضروب الأمير، ونظائره كثيرةٌ٢.

فخلاصة دعوى هؤلاء تقوم على أمربن:

ا- أن لفظ "اسم" الذي هو "ألفا- سين- ميم" معناه: ذات الشيء ونفسه.

٢- وأن الأسماء التي هي الأسماء: مثل: "زيد وعمرو" هي التسميات وليسمت هي أسماء المسميات.

وكلاهما باطل مخالف لما يعلمه جميع الناس من جميع الأمم ولما يقولونه؛ فإنهم يقولون: إن "زيدا وعمرا" ونحو ذلك هي أسماء الناس.


١ مجموع الفتاوى ٦/ ١٩٥، العقيدة السلفية في كلام رب البرية ص ٣٩٨-٣٩٩
٢ مجموع الفتاوى ٦/ ١٩٥.

<<  <   >  >>